الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٥٧
يوشك أن يخرج الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال قط فتصدقوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت أهديت لنا شاة مشوية فقسمتها كلها الا كتفها فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال كلها لكم الا كتفها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والإصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن الشعبي قال نزلت هذه الآية ان تبدوا الصدقات فنعما هي إلى آخر الآية في أبى بكر وعمر جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤس الناس وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك قال عدة وعدة رسوله فقال عمر لأبي بكر ما سبقناك إلى باب خير قط الا سبقتنا إليه * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن عمر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ان نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر ان سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله وأتى أبو بكر يحمل ما عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسابقك إلى شئ أبدا * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب قال انما أنزلت هذه الآية ان تبدوا الصدقات فنعما هي في الصدقة على اليهود والنصارى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ وتكفر عنكم من سيأتكم وقال الصدقة هي التي تكفر * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة ابن مسعود خير لكم تكفر بغير واو * قوله تعالى (ليس عليك هداهم) لآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال كانوا يكرهون ان يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فنزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى قوله وأنتم لا تظلمون فرخص لهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن لا نتصدق الا على أهل الاسلام حتى نزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى آخرها فامر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصدق على المشركين فنزلت وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله فتصدق عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا الا على أهل دينكم فأنزل الله ليس عليك هداهم إلى قوله وما تفعلوا من خير يوف إليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا على أهل الأديان * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن الحنفية قال كره الناس ان يتصدقوا على المشركين فأنزل الله ليس عليك هداهم فتصدق الناس عليهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان أناس من الأنصار لهم أنساب وقرابة من قريظة والنضير وكانوا يتقون ان يتصدقوا عليهم ويريدونهم ان يسلموا فنزلت ليس عليك هداهم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أن رجالا من الصحابة قالوا أنتصدق على من ليس من أهل ديننا فنزلت ليس عليك هداهم * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج لا يتصدق عليه يقول ليس من أهل ديني فنزلت ليس عليك هداهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال سأله رجل ليس على دينه فأراد أن يعطيه ثم قال ليس على ديني فنزلت ليس عليك هداهم * وأخرج سفيان وابن المنذر عن عمر والهلالي قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتصدق على فقراء أهل الكتاب فأنزل الله ليس عليك هداهم الآية ثم دلوا على الذي هو خير وأفضل فقيل للفقراء الذين أحصروا الآية * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كانوا يعطون فقراء أهل الذمة صدقاتهم فلما كثر فقراء المسلمين قالوا لا نتصدق الا على فقراء المسلمين فنزلت ليس عليك هداهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال اما ليس عليك هداهم فيعني المشركين واما النفقة فبين أهلها فقال للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله قال إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال نفقة المؤمن لنفسه ولا ينفق المؤمن إذا أنفق الا ابتغاء وجه الله يجزيك * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست