الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٧٢
ولا يضار كاتب ولا شهيد والاضرار أن يقول الرجل للرجل وهو عنه غنى ان الله قد أمرك أن لا تأبى إذا ما دعيت فيضاره بذلك وهو مكتف بذلك فنهاه الله وقال وان تفعلوا فإنه فسوق بكم يعنى بالفسوق المعصية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا قال إذا كانت عندهم شهادة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع قال كان الرجل يطوف في القوم الكثير يدعوهم ليشهدوا فلا يتبعه أحد منهم فأنزل الله ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا قال كان الرجل يطوف في الحي العظيم فيه القوم فيدعوهم إلى الشهادة فلا يتبعه أحد منهم فأنزل الله هذه الآية * وأخرج سفيان وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا قال إذا كانت عندك شهادة فأقمها فاما إذا دعيت لتشهد فان شئت فاذهب وان شئت فلا تذهب * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ولا يأب الشهداء قال هو الذي عنده الشهادة * وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال جمعت أمرين لا تاب إذا كانت عندك شهادة ان تشهد ولا تاب إذا دعيت إلى شهادة * وأخرج ابن المنذر عن عائشة في قوله أقسط عند الله قال أعدل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن الحسن في قوله وأشهدوا إذا تبايعتم قال نسختها فان أمن بعضكم بعضا * وأخرج ابن المنذر عن جابر بن زيد أنه اشترى سوطا فاشهد وقال قال الله وأشهدوا إذا تبايعتم * وأخرج النحاس في ناسخه عن إبراهيم في الآية قال أشهد إذا بعت وإذا اشتريت ولو دستجة بقل * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك واشهدوا إذا تبايعتم قال اشهد ولو دستجة من بقل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا يضار كاتب ولا شهيد قال يأت الرجل الرجلين فيدعوهما إلى الكتاب والشهادة فيقولان انا على حاجة فيقول إنكما قد أمرتما أن تجيبا فليس له أن يضارهما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولا يضار كاتب ولا شهيد يقول إنه يكون للكاتب والشاهد حاجة ليس منها بد فيقول خلوا سبيله * وأخرج سفيان وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة قال كان عمر بن الخطاب يقرؤها ولا يضارر كاتب ولا شهيد يعنى بالبناء للمفعول * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود انه كان يقرأ ولا يضارر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد انه كان يقرأ ولا يضارر كاتب ولا شهيد وانه كان يقول في تأويلها ينطلق الذي له الحق فيدعو كاتبه وشاهده إلى أن يشهد ولعله يكون في شغل أو حاجة * وأخرج ابن جرير عن طاوس ولا يضار كاتب فيكتب ما لم يمل عليه ولا شهيد فيشهد ما لم يستشهد * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن الحسن ولا يضار كاتب فيزيد شيئا أو يحرف ولا شهيد لا يكتم الشهادة ولا يشهد الا بحق * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال لما نزلت هذه الآية ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله كان أحدهم يجئ إلى الكاتب فيقول اكتب لي فيقول انى مشغول أولى حاجة فانطلق إلى غيري فيلزمه ويقول انك قد أمرت أن تكتب لي فلا يدعه ويضاره بذلك وهو يجد غيره فأنزل الله ولا يضار كاتب ولا شهيد * وأخرج ابن جرير عن الضحاك وان تفعلوا فإنه فسوق بكم يقول إن تفعلوا غير الذي أمركم به واتقوا الله ويعلمكم الله قال هذا تعليم علمكموه فخذوا به * وأخرج أبو يعقوب البغدادي في كتاب رواية الكبار عن الصغار عن سفيان قال من عمل بما يعلم وفق لما لا يعلم * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم * وأخرج الترمذي عن يزيد بن سلمة الجعفي انه قال يا رسول الله انى سمعت منك حديثا كثيرا أخاف أن ينسيني أوله آخره فحدثني بكلمة تكون جماعا قال اتق الله فيما تعلم * وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت ما لم تعلم والنقص والتقصير فيما علمت قلة الزيادة فيه وانما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم * وأخرج الدارمي عن عبد الله بن عمر ان عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام من أرباب العلم قال الذين يعملون بما يعلمون قال فما ينفى العلم من صدور الرجال قال الطمع * وأخرج البيهقي في الشعب عن جابر بن عبد الله قال تعلموا الصمت ثم تعلموا الحلم ثم تعلموا العلم ثم تعلموا العمل به ثم انتشروا * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن زياد بن حدير قال ما فقه قوم لم يبلغوا التقى * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن قال يقول الله عز وجل إذا علمت أن الغالب على عبدي التمسك بطاعتي مننت عليه بالاشتغال بي والانقطاع إلى
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست