الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٥٨
في قوله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون قال هو مردود عليك فمالك ولهذا تؤذيه وتمن عليه انما نفقتك لنفسك وابتغاء وجه الله والله يجزيك * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب في قوله وما تنفقوا من خير يوف إليكم قال انما نزلت هذه الآية في النفقة على اليهود والنصارى * قوله تعالى (للفقراء) الآية * أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال هم أصحاب الصفة * وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن أبي بكر ان أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث الحديث * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق إلى أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الاسلام لا يلوون على أهل ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن فضالة بن عبيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قيامهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم أهل الصفة حتى يقول الاعراب ان هؤلاء مجانين * وأخرج ابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو نعيم عن أبي هريرة قال كان من أهل الصفة سبعون رجلا ليس لواحد منهم رداء * وأخرج أبو نعيم عن الحسن قال بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوغلون إليها ما استطاعوا من خير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم فيقول السلام عليكم يا أهل الصفة فيقولون وعليك السلام يا رسول الله فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير يا رسول الله فيقول أنتم اليوم خير أم يوم يغدى على أحدكم بجفنة ويراح عليه بأخرى ويغدو في حلة ويروح في أخرى فقالوا نحن يومئذ خير يعطينا الله فنشكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنتم اليوم خير * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي في قوله للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال هم أصحاب الصفة وكانوا لا منازل لهم بالمدينة ولا عشائر فحث الله عليهم الناس بالصدقة * وأخرج سفيان وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال هم مهاجرو قريش بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم أمروا بالصدقة عليهم * وأخرج ابن جرير عن الربيع للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال هم فقراء المهاجرين بالمدينة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال حصروا أنفسهم في سبيل الله للغزو فلا يستطيعون تجارة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال قوم أصابتهم الجراحات في سبيل الله فصاروا زمني فجعل لهم في أموال المسلمين حقا * وأخرج ابن أبي حاتم عن رجاء بن حياة في قوله لا يستطيعون ضربا في الأرض قال لا يستطيعون تجارة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كانت الأرض كلها كفرا لا يستطيع أحد أن يخرج يبتغى من فضل الله إذا خرج خرج في كفر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال حصرهم المشركون في المدينة لا يستطيعون ضربا في الأرض يعنى التجارة يحسبهم الجاهل بأمرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله يحسبهم الجاهل أغنياء قال دل الله المؤمنين عليهم وجعل نفقاتهم لهم وأمرهم أن يضعوا نفقاتهم فيهم ورضى عنهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد تعرفهم بسيماهم قال التخشع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع تعرفهم بسيماهم يقول تعرف في وجوههم الجهد من الحاجة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد تعرفهم بسيماهم قال رثاثة ثيابهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزيد بن قاسط السكسكي قال كنت عند عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل يسأله فدعا غلامه فساره فقال للرجل اذهب معه ثم قال لي أتقول هذا فقير فقلت والله ما سأل الا من فقر قال ليس بفقير من جمع الدرهم إلى الدرهم والتمرة إلى التمرة ولكن من أنقى نفسه وثيابه لا يقدر على شئ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا فذلك الفقير * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان انما المسكين الذي يتعفف واقرؤا ان شئتم لا يسألون الناس الحافا
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست