الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
يتخبطه الشيطان من المس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يترك المخابرة فليؤذن بحرب من الله ورسوله * وأخرج أحمد وابن ماجة وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر عن عمر أنه قال من آخر ما أنزل آية الربا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يفسرها لنا فدعوا الربا والريبة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمر بن الخطاب أنه خطب فقال إن من آخر القرآن نزولا آية الربا وانه قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينه لنا فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم * وأخرج البخاري وأبو عبيد وابن جرير والبيهقي في الدلائل من طريق الشعبي عن ابن عباس قال آخر آية أنزلها الله على رسوله آية الربا * وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سعيد ابن المسيب قال قال عمر بن الخطاب آخر ما أنزل الله آية الربا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الربا الذي نهى الله عنه قال كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول لك كذا وكذا وتؤخر عنى فيؤخر عنه * وأخرج ابن جرير عن قتادة ان ربا أهل الجاهلية يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى فإذا حل الاجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وأخر عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله الذين يأكلون الربا يعنى استحلالا لاكله لا يقومون يعنى يوم القيامة ذلك يعنى الذي نزل بهم بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا كان الرجل إذا حل ماله على صاحبه يقول المطلوب للطالب زدني في الاجل وأزيدك على مالك فإذا فعل ذلك قيل لهم هذا ربا قالوا سواء علينا ان زدنا في أول البيع أو عند محل المال فهما سواء فأكذبهم الله فقال وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه يعنى البيان الذي في القرآن في تحريم الربا فانتهى عنه فله ما سلف يعنى فله ما كان أكل من الربا قبل التحريم وأمره إلى الله يعنى بعد التحريم وبعد تركه ان شاء عصمه منه وان شاء لم يفعل ومن عاد يعنى في الربا بعد التحريم فاستحله لقولهم انما البيع مثل الربا فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يعنى لا يموتون * وأخرج أحمد والبزار عن رافع بن خديج قال قيل يا رسول الله أي الكسب أطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور * وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فقال ما هذا من تمرنا فقال الرجل يا رسول الله بعنا تمرنا صاعين بصاع من هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الربا ردوه ثم بيعوا تمرنا ثم اشتروا لنا من هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عائشة ان امرأة قالت لها انى بعت زيد بن أرقم عبدا إلى العطاء بثمانمائة فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته قبل محل الاجل بستمائة فقالت بئسما شريت وبئسما اشتريت أبلغي زيدا انه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم يتب قلت أفرأيت ان تركت المائتين وأخذت الستمائة فقالت نعم من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد انه سئل لم حرم الله الربا قال لئلا يتمانع الناس المعروف * قوله تعالى (يمحق الله الربا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس يمحق الله الربا قال ينقص الربا ويربى الصدقات قال يزيد فيها * وأخرج أحمد وابن ماجة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الربا وان كثر فان عاقبته تصير إلى قل * وأخرج عبد الرزاق عن معمر قال سمعنا أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة حتى يمحق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا فان الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل * وأخرج الشافعي وأحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني في الصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى أحدكم مهره أو فلوه حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ويمحق الله الربا ويربى الصدقات * وأخرج البزار وابن جرير وابن حبان والطبراني عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يقبل الصدقة ولا يقبل منها الا الطيب ويربيها لصاحبها كما يربى أحدكم مهره أو فصيله حتى أن اللقمة تصير مثل أحد وتصديق ذلك في الكتاب الله يمحق الله الربا ويربى الصدقات * وأخرج الحكيم الترمذي
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست