الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
فسأله فقال إن المسألة لا تحل الا لفقر مدقع أو غرم مفظع * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال فإذا شئت رأيته في قيل وقال يومه أجمع وصدر ليلته حتى يلقى جيفة على رأسه لا يجعل الله له من نهاره ولا ليلته نصيبا وإذا شئت رأيته ذا مال في شهوته ولذاته وملاعبه ويعدله عن حق الله فذلك إضاعة المال وإذا شئت رأيته باسطا ذراعيه يسال الناس في كفيه فإذا أعطى أفرط في مدحهم وان منع أفرط في ذمهم * وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المعطى من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا * وأخرج ابن حيان في الضعفاء والطبراني في الأوسط عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إذا كان محتاجا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة وما تنفقوا من خير فان الله به عليم قال محفوظ ذلك عند الله عالم به شاكر له وانه لا شئ أشكر من الله ولا أجزى لخير من الله * قوله تعالى (الذين ينفقون) الآية * وأخرج ابن سعد في الطبقات وأبو بكر أحمد بن أبي عاصم في الجهاد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والواحدي عن يزيد بن عبد الله بن عريب الميكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزلت هذه الآية الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون في أصحاب الخيل * وأخرج ابن عساكر عن أبي امامة الباهلي قال نزلت هذه الآية في أصحاب الخيل الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فيمن يربطها لا خيلاء ولا اضمار * وأخرج ابن جرير عن أبي الدرداء انه كان ينظر إلى الخيل مربوطة بين البراذين والهجن فيقول أهل هذه من الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي عن أبي امامة الباهلي قال من ارتبط فرسا في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة كان من الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي من طريق حنش الصنعاني انه سمع ابن عباس يقول في هذه الآية الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال هم الذين يعلفون الخيل في سبيل الله * وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه عن أبي كبشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال نزلت في علي بن أبي طالب كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية درهما * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مسعر عن عون قال قرأ رجل الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فقال انما كانت أربعة دراهم فأنفق درهما بالليل ودرهما بالنهار ودرهما في السر ودرهما في العلانية * وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال لما قبض أبو بكر واستخلف عمر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس ان بعض الطمع فقر وان بعض الياس غنى وانكم تجمعون مالا تأكلون وتأملون مالا تدركون واعلموا ان بعض الشح شعبة من النفاق فأنفقوا خيرا لأنفسكم فأين أصحاب هذه الآية الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال هؤلاء قوم أنفقوا في سبيل الله الذي افترض عليهم في غير سرف ولا املاق ولا تبذير ولا فساد * وأخرج ابن المنذر عن ابن المسيب الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون كلها في عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان في نفقتهم في جيش العسرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال كان هذا قبل أن تفرض الزكاة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال كان هذا يعمل به قبل أن تنزل براءة فلما نزلت براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها انتهت الصدقات إليها * قوله تعالى (الذين يأكلون الربا) الآية * أخرج أبو يعلى من طريق الكلبي عن أبن صالح عن ابن عباس في قوله
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست