الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٥٩
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بالطواف عليكم فتعطونه لقمة لقمة انما المسكين المتعفف الذي لا يسال الناس الحافا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ويستحى أن يسال الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الله يحب الحليم الحي الغنى المتعفف ويبغض الفاحش البذئ السائل الملحف * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال من تغنى أغناه الله ومن سال الناس الحافا فإنما يستكثر من النار * وأخرج مالك وأحمد وأبو داود والنسائي عن رجل من بنى أسد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سال وله أوقية أو عدلها فقد سال الحافا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله الحافا قال هو الذي يلح في المسألة * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن سلمة بن الأكوع أنه كان لا يسأله أحد بوجه الله الا أعطاه وكان يكرهها ويقول هي مسالة الالحاف * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء انه كره ان يسال بوجه الله أو بالقرآن شئ من أمر الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر وقال من سئل بالله فأعطى فله سبعون أجرا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن حبان عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك الا ان يسال ذا سلطان أوفى أمر لا يجد منه بدا * وأخرج أحمد عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء استبقى على وجهه * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح على نفسه باب مسالة من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب * وأخرج الطبراني عن ابن عباس يرفعه قال ما نقصت صدقة من مال وما مد عبده يده بصدقة الا ألقيت في يد الله قبل ان تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسالة له عنها غنى الا فتح الله له باب فقر * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي كبشة الأنماري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله بها عزا ولا فتح عبد باب مسالة الا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثا فاحفظوه انما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم ولا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم فيه لله حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء * وأخرج النسائي عن عائذ بن عمر وأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسال * وأخرج أحمد والبزار والطبراني عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مسالة الغنى شين في وجهه يوم القيامة ومسألة الغنى نار ان أعطى قليلا فقليل وان أعطى كثيرا فكثير * وأخرج أحمد والبزار والطبراني عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سال مسالة وهو عنها غنى كانت شينا في وجهه يوم القيامة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سال وهو غنى عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه * وأخرج الحاكم وصححه عن عروة بن محمد بن عطية حدثني أبى ان أباه أخبره قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من بنى سعد بن بكر فاتيت فلما رآني قال ما أعناك الله فلا تسأل الناس شيئا فان اليد العليا هي المنطية واليد السفلى هي المنطاة وان مال
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست