الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٣٩
كمل في حلمه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال من أنفق نفقة ثم من بها أو آذى الذي أعطاه النفقة حبط أجره فضرب الله مثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فلم يدع من التراب شيئا فكذلك يمحق الله أجر الذي يعطى صدقته ثم يمن بها كما يمحق المطر ذلك التراب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال الله للمؤمنين لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى فتبطل كما بطلت صدقة الرياء وكذلك هذا الذي ينفق ماله رئاء الناس ذهب الرياء بنفقته كما ذهب هذا المطر بتراب هذا الصفا * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن أبي زكريا قال بلغني ان الرجل إذا راءى بشئ من عمله أحبط ما كان قبل ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا كاهن * وأخرج البزار والحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لا يدخل الجنة منان فشق ذلك على حتى وجدت في كتاب الله في المنان لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن حريث قال إن الرجل يغزو ولا يسرق ولا يزنى ولا يغل لا يرجع بالكفاف قيل له لماذا فقال إن الرجل ليخرج فإذا أصابه من بلاء الله الذي قد حكم عليه لعن وسب امامه ولعن ساعة غزا وقال لا أعود لغزوة معه أبدا فهذا عليه وليس له مثل النفقة في سبيل الله يتبعها منا وأذى فقد ضرب الله مثلها في القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى حتى ختم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله صفوان يقول الحجر فتركه صلدا ليس عليه شئ * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس كمثل صفوان الصفاة فتركه صلدا قال تركها نقية ليس عليها شئ فكذلك المنافق يوم القيامة لا يقدر على شئ مما كسب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال الوابل المطر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال الوابل المطر الشديد وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة يقول لا يقدرون على شئ مما كسبوا يومئذ كما ترك هذا المطر هذا الحجر ليس عليه شئ أنقى ما كان * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فتركه صلدا قال يابسا خاسئا لا ينبت شيبا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله صفوان قال الحجر الأملس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أوس بن حجر على ظهر صفوان كان متونه * عللن بدهن يزاق المتنزلا قال فأخبرني عن قوله صلدا قال أملس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أبى طالب وإني لقرم وابن قرم لهاشم * لآباء صدق مجدهم معقل صلد * قوله تعالى (ومثل الذين ينفقون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال هذا مثل ضربه الله لعمل المؤمن * وأخرج عن مقاتل بن حيان في قوله ابتغاء مرضات الله قال احتسابا * وأخرج عن الحسن قال لا يريدون سمعة ولا رياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي وتثبيتا من أنفسهم قال تصديقا ويقينا * وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وتثبيتا من أنفسهم قال يقينا من عند أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وتثبيتا قال يتثبتون أين يضعون أموالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال كان الرجل إذا هم بصدقة تثبت فان كان لله أمضى وان خالطه شئ من الرياء أمسك * وأخرج ابن المنذر عن قتادة وتثبيتا من أنفسهم قال النية * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس انه كان يقرؤها بربوة بكسر الراء والربوة النشز من الأرض * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال الربوة الأرض المستوية المرتفعة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله جنة بربوة قال المكان المرتفع الذي لا تجرى فيه الانهار * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أصابها وابل قال أصاب الجنة المطر * وأخرج عن عطاء الخراساني قال الوابل الجود من المطر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فاتت أكلها ضعفين قال أضعفت في ثمرها * واخرج ابن جرير عن السدى فآتت أكلها ضعفين يقول كما أضعفت ثمرة تلك الجنة فكذلك تضاعف لهذا المنفق ضعفين
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست