الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٥٨
* وأخرج الحاكم وصححه عن معاذ الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل ايمانه * قوله تعالى (ويسألونك عن المحيض) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه عن أنس ان اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يواكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شئ الا النكاح فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل ان يدع من أمرنا شيئا الا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا يا رسول الله ان اليهود قالت كذا وكذا أفلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا ان قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في أثرهما فسقاهما فعرفا انه لم يجد عليهما * وأخرج النسائي والبزار واللفظ له عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ويسألونك عن المحيض قال إن اليهود قالوا من أتى المرأة من دبرها كان ولده أحول وكن نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن اتيان الرجل امرأته وهي حائض فأنزل الله ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن بالاغتسال فأتوهن من حيث أمركم الله نساؤكم حرث لكم انما الحرث موضع الولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان القرآن أنزل في شأن الحائض والمسلمون يخرجونهن من بيوتهن كفعل العجم فاستفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأنزل الله يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض فظن المؤمنون ان الاعتزال كما كانوا يفعلون بخروجهن من بيوتهن حتى قرأ آخر الآية ففهم المؤمنون ما الاعتزال إذ قال الله لا تقربوهن حتى يطهرن * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ويسألونك عن المحيض قال الذي سأل عن ذلك ثابت بن الدحداح * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله ويسألونك المحيض قال أنزلت في ثابت بن الدحداح * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كان أهل الجاهلية لا تساكنهم حائض في بيت ولم يواكلوهم في اناء فأنزل الله الآية في ذلك فحرم فرجها ما دامت حائضا وأحل ما سوى ذلك * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وقد حاضت ان هذا أمر كتبه الله على بنات آدم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور ومسدد في مسنده عن ابن مسعود قال كان نساء بني إسرائيل يصلين مع الرجال في الصف فاتخذن قوالب يتطاولن بها لتنظر إحداهن إلى صديقها فألقى الله عليهن الحيض ومنعهن المساجد وفي لفظ فألقى عليهن الحيض فأخرن قال ابن مسعود فأخروهن من حيث أخرهن الله * وأخرج عبد الرزاق عن عائشة قالت كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلا من خشب يتشوفن للرجال في المساجد فحرم الله عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة * وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن يزيد بن بابنوس قال قلت لعائشة ما تقولين في العراك قالت الحيض تعنون قلنا نعم قالت سموه كما سماه الله * وأخرج الطبراني والدارقطني عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقل الحيض ثلاث وأكثره عشر * وأخرج الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحائض تنتظر ما بينها وبين عشر فان رأت الطهر فهي طاهر وان جاوزن العشر فهي مستحاضة * وأخرج أبو يعلى والدارقطني عن أنس بن مالك قال لتنتظر الحائض خمسا سبعا ثمانيا تسعا عشرا فإذا مضت العشر فهي مستحاضة * وأخرج الدارقطني عن أنس قال الحيض ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر * وأخرج الدارقطني عن ابن مسعود قال الحيض ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر فان زاد فهي استحاضة * وأخرج الدارقطني عن أنس قال أدنى الحيض ثلاث وأقصاه عشر * وأخرج الدارقطني عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشرة أيام * وأخرج الدارقطني عن أنس قال لا يكون الحيض أكثر من عشرة * وأخرج الدارقطني عن عطاء بن أبي رباح قال أدنى وقت الحائض يوم * وأخرج الدارقطني عن
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست