الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٠٩
لله فغضب حذيفة واحمرت عيناه ثم قام وذلك في زمن عثمان فقال اما أن تركب إلى أمير المؤمنين واما أن أركب فهكذا كان من قبلكم ثم أقبل فجلس فقال إن الله بعث محمدا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر الله دينه ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الاسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف أبا بكر وكان ما شاء الله ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الاسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الاسلام ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الاسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف عثمان وأيم الله ليوشكن ان تطعنوا فيه طعنة تحلقونه كله * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن الشعبي انه قرأها وأتموا الحج ثم قطع ثم قال والعمرة لله يعنى برفع التاء وقال هي قطوع * وأخرج سفيان بن عيينة والشافعي والبيهقي في سننه عن طاوس قال قيل لابن عباس أتأمر بالعمرة قبل الحج والله تعالى يقول وأتموا الحج والعمرة لله فقال ابن عباس كيف تقرؤن من بعد وصية يوصى بها أو دين فبأيهما تبدأون قالوا بالدين قال فهو ذاك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والدارقطني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال العمرة واجبة كوجوب الحج من استطاع إليه سبيلا * وأخرج سفيان بن عيينة والشافعي في الام والبيهقي عن ابن عباس قال والله انها لقرينتها في كتاب الله وأتموا الحج والعمرة لله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة كلاهما في المصنف وعبد بن حميد عن مسروق قال أمرتم في القرآن بإقامة أربع أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقيموا الحج والعمرة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال العمرة الحجة الصغرى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود انه قرأ وأقيموا الحج والعمرة للبيت ثم قال والله لولا التحرج انى لم أسمع فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لقلنا ان العمرة واجبة مثل الحج * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عمر قال العمرة واجبة ليس أحد من خلق الله الا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع إلى ذلك سبيلا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن طاوس قال العمرة على الناس كلهم الا على أهل مكة فإنها ليست عليهم عمرة الا أن يقدم أحد منهم من أفق من الآفاق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء قال ليس أحد من خلق الله الا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع إلى ذلك سبيلا كما قال الله حتى أهل بوادينا الا أهل مكة فان عليهم حجة وليست عليهم عمرة من أجل انهم أهل البيت وانما العمرة من أجل الطواف * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال الحج والعمرة فريضتان على الناس كلهم الا أهل مكة فان عمرتهم طوافهم فمن جعل بينه وبين الحرم بطن واد فلا يدخل مكة الا باحرام * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال ليس على أهل مكة عمرة انما يعتمر من زار البيت ليطوف به وأهل مكة يطوفون متى شاؤوا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن مسعود قال الحج فريضة والعمرة تطوع * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي صالح ماهان الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج جهاد والعمرة تطوع * وأخرج ابن ماجة عن طلحة بن عبيد الله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحج جهاد والعمرة تطوع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه عن جابر بن عبد الله ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمرة أواجبة هي قال لا وان تعتمروا خير لكم * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن ابن سيرين ان زيد بن ثابت سئل عن العمرة قبل الحج قال صلاتان وفي لفظ نسكان لله عليك لا يضرك بأيهما بدأت * وأخرج الشافعي في الام عن عبد الله بن أبي بكر ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم ان العمرة هي الحج الأصغر * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أوصني قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر * وأخرج ابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال عند الله ايمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور * وأخرج مالك في الموطأ وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست