الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٠٥
في الآية قال كان الرجل في الجاهلية يهم بالشئ بصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيته من قبل بابه حتى يأتي الذي كان هم به وأراده * قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله) الآية * أخرج آدم بن أبى أياس في تفسيره وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم قال لأصحاب محمد أمروا بقتال الكفار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تعتدوا يقول لا تقتلوا النساء والصبيان ولا الشيخ الكبير ولا من ألقى السلم وكف يده فان فعلتم فقد اعتديتم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال كنا إذا استنفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا * وأخرج وكيع وابن أبي شيبة عن يحيى بن يحيى الغساني قال كتبت إلى عمر بن عبد العزيز أسأله عن هذه الآية وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين فكتب إلى أن ذلك في النساء والذرية من لم ينصب لك الحرب منهم * قوله تعالى (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله واقتلوهم حيث ثقفتموهم الآية قال عنى الله بهذا المشركين * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله ثقفتموهم قال وجدتموهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول حسان فاما يثقفن بنى لؤي * جذيمة ان قتلهم دواء * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والفتنة أشد من القتل يقول الشرك أشهد * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والفتنة أشد من القتل قال الفتنة التي أنتم مقيمون عليها أكبر من القتل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله والفتنة أشد من القتل قال ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من أن يقتل محقا * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر بن عياش عن عاصم ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم كلها بالألف فاقتلوهم آخرهن بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأحوص قال سمعت أبا إسحاق يقرؤهن كلهن بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش قال كان أصحاب عبد الله يقرؤنها كلهن بغير ألف * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة في قوله ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه قال حتى يبدؤا بالقتال ثم نسخ بعد ذلك فقال وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والنحاس معا في الناسخ عن قتادة قوله ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام وقوله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير فكان كذلك حتى نسخ هاتين الآيتين جميعا في براءة قوله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فان انتهوا قال فان تابوا * قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس في قوله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة يقول شرك بالله ويكون الدين ويخلص التوحيد لله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال الشرك فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين قال لا تقاتلوا الا من قاتلكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فكان هذا كذا حتى نسخ كما نزل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون الدين لله قال حتى يقال لا إله إلا الله عليها قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم واليها دعا وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الله أمرني ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين قال وان الظالم الذي أبى ان يقول لا إله إلا الله يقاتل حتى يقول لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير عن الربيع ويكون الدين لله يقول حتى لا يعبد الا الله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة فلا عدوان الا على الظالمين قال هم من أبى أن يقول لا إله إلا الله * وأخرج البخاري وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر انه أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا ان الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست