الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٨
نزلت الآية التي يعدها فنسختها فمن شهد منكم الشهر فليصمه * وأخرج ابن حبان عن سلمة بن الأكوع قال كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى حتى نزلت هذه الآية فمن شهد منكم الشهر فليصمه * وأخرج البخاري عن أبي ليلى قال نبأ أصحاب منا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك رمضان فشق عليهم ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها وان تصوموا خير لكم فأمروا بالصوم * وأخرج ابن جرير عن أبي ليلى نبا أصحاب منا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا من غير فريضة ثم نزل صيام رمضان وكانوا قوما لم يتعودوا الصيام فكان مشقة عليهم فكان من لم يصم أطعم مسكينا ثم نزلت هذه الآية فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر فكانت الرخصة للمريض والمسافر وأمرنا بالصيام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عامر الشعبي قال لما نزلت هذه الآية وعلى الذين يطيقونه فدية أفطر الأغنياء وأطعموا وجعلوا الصوم على الفقراء فأنزل الله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فصام الناس جميعا * وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن أبي ليلى قال دخلت على عطاء بن أبي رباح في شهر رمضان وهو يأكل فقلت له أتأكل قال إن الصوم أول ما نزل كان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا كل يوم فلما نزلت فمن تطوع خيرا فهو خير له كان من تطوع أطعم مسكينين فلما نزلت فمن شهد منكم الشهر فليصمه وجب الصوم على كل مسلم الا مريضا أو مسافر أو الشيخ الكبير الفاني مثلي فإنه يفطر ويطعم كل يوم مسكينا * وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف والبخاري وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عمر انه كان يقرأ فدية طعام مسكين وقال هي منسوخة نسختها الآية التي بعدها فمن شهد منكم الشهر فليصمه * وأخرج وكيع وسفيان وعبد الرزاق والفريابي والبخاري وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني والدارقطني والبيهقي من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ وعلى الذين يطوقونه مشددة قال يكلفونه ولا يطيقونه ويقول ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير الهرم والعجوز الكبيرة الهرمة يطعمون لكل يوم مسكينا ولا يقضون * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والحاكم وصححاه والبيهقي عن ابن عباس وعلى الذين يطوقونه قال يكلفونه فدية طعام مسكين واحد فمن تطوع خيرا زاد طعام مسكين آخر فهو خير له وان تصوموا خير لكم قال فهذه ليست منسوخة ولا يرخص الا للكبير الذي لا يطيق الصوم أو مريض يعلم أنه لا يشفى * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن عائشة كانت تقرأ يطوقونه * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن سعيد بن جبير أنه قرأ وعلى الذين يطوقونه * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن الأنباري عن عكرمة أنه كان يقرأ وعلى الذين يطوقونه قال يكلفونه وقال ليس هي منسوخة الذين يطيقونه يصومونه والذين يطوقونه عليهم الفدية * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن ابن عباس أنه قرأ وعلى الذين يطيقونه قال يتجشمونه يتكلفونه * وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن عكرمة أنه كان يقرؤها على الذين 7 يطيقونه وقال ولو كان يطيقونه اذن صاموا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال نزلت وعلى الذين يطيقونه فدية في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي عن ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية قال ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام بفطر ويتصدق لكل يوم نصف صاع من بر مدا لطعامه ومدا لإدامة * وأخرج ابن سعد في طبقاته عن مجاهد قال هذه الآية نزلت في مولى قيس بن السائب وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فأفطر وأطعم لكل يوم مسكينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وعلى الذين يطيقونه قال من لم يطق الصوم الا على جهد فله ان يفطر ويطعم كل يوم مسكينا والحامل والمرضع والشيخ الكبير والذي سقمه دائم *. وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله وعلى الذين يطيقونه قال الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن المنذر والدارقطني والبيهقي عن أنس بن مالك انه ضعف
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست