الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥١
مخافة فيقول أشهدكم انى قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن معاوية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم الا ذلك قالوا آلله ما أجلسنا الا ذلك قال اما انى لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني ان الله يباهي بكم الملائكة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يوم القيامة سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال أهل مجالس الذكر * وأخرج أحمد عن أنس قال كان عبد الله بن رواحة إذا لقى الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعال نؤمن بربنا ساعة فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى ايمان ساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابن رواحة انه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة * وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك الا وجه الا ناداهم مناد من السماء ان قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيأتكم حسنات * وأخرج الطبراني عن سهل بن الحنظلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفرت لكم وبدلت سيأتكم حسنات * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله الا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيأتكم حسنات وما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله الا كان ذلك عليهم حسرة يوم القيامة * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب القبر من ذكر الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطى الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الايمان قال إن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا قال وان تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وان تقول خيرا أو تصمت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي برزة الأسلمي قال لو أن رجلا في حجره دنانير يعطيها وآخر ذاكر الله عز وجل لكان الذاكر أفضل * وأخرج عبد الله بن أحمد عن أبي الدرداء قال ذكر الله عند كل حجيرة وشجيرة ومدرة واذكره في سرائك تذكر في ضرائك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله تبارك وتعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال لان أكبر مائة تكبيرة أحب إلى من أن أتصدق بمائة دينار * وأخرج عبد الله ابنه عن عبد الله بن عمر وقال ما اجتمع ملا يذكرون الله الا ذكرهم الله في ملا أعز منه وأكرم وما تفرق قوم لم يذكروا الله في مجلسهم الا كان حسرة عليهم يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال التكبيرة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من النار من ذكر الله قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب حتى ينقطع * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل قال لان أذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أحمل على الجياد في سبيل الله من غدوة حتى تطلع الشمس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبادة بن الصامت قال لان أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون الغداة إلى حين تطلع الشمس أحب إلى من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله إلى أن تطلع الشمس ولان أكون في قوم يذكرون من حين يصلون العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله حتى تغرب الشمس * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال إذا كان العبد يحمد الله في السراء ويحمده في الرخاء
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست