الدلائل والضياء المقدسي في صفة الجنة وصححه عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة فجاءت امرأة فقالت يا رسول الله رأيت في المنام كأني أخرجت فأدخلت الجنة فسمعت وجبة ألجت لها الجنة فإذا أنا بفلان وفلان حتى عدت اثنى عشر رجلا وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك فجئ بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ فغمسوا فيه فخرجوا وجوههم كالقمر ليلة البدر وأتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها وجئ بصحفة من ذهب فيها بسرة فأكلوا من بسره ما شاؤوا فما يقلبونها لوجهة الا أكلوا من فاكهة ما شاؤوا فجاء البشير فقال يا رسول الله كان كذا وكذا وأصيب فلان وفلان حتى عد اثنى عشر رجلا فقال على بالمرأة فجاءت فقال قصي رؤياك على هذا فقال الرجل هو كما قالت أصيب فلان وفلان * وأخرج البيهقي في البعث عن أبي هريرة قال إن في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها قلنا يا أبا هريرة وما ذاك الغناء قال إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب * وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد والدارقطني في المدبج عن المعتمر بن سليمان قال إن في الجنة نهرا ينبت الجواري الأبكار * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس مرفوعا في الجنة نهر يقال له الريان عليه مدينة من مرجان لها سبعون ألف باب من ذهب وفضة لحامل القرآن * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مسروق قال أنهار الجنة تجرى في غير أخدود ونخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها وثمرها أمثال القلال كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى والعنقود اثنا عشر ذراعا * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض لا والله انها لسائحة على وجه الأرض حافتاه خيام اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر قلت يا رسول الله ما الأذفر قال الذي لا خلط معه * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه والضياء عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أنهار الجنة تشخب من جنة عدن في حوبة ثم تصدع بعد أنهارا * قوله تعالى (كلما رزقوا منها) الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قال أتوا بالثمرة في الجنة فينظروا إليها فقالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا وأتوا به متشابها اللون والمرأى وليس يشبه الطعم * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن زيد كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل يعنى به ما رزقوا به من فاكهة الدنيا قبل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد وابن جرير عن قتادة في قوله هذا الذي رزقنا من قبل أي في الدنيا وأتوا به متشابها قال يشبه ثمار الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب * وأخرج مسدد وهناد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال ليس في الدنيا مما في الجنة شئ الا الأسماء * وأخرج الديلمي عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طعام العرس مثقال من ريح الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله هذا الذي رزقنا من قبل قال يقولون ما أشبهه به يقول من كل صنف مثل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله هذا الذي رزقنا من قبل قال قولهم من قبل معناه مثل الذي كان بالأمس * وأخرج ابن جرير عن يحيى بن كثير قال يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيقول هذا الذي أتينا به من قبل فيقول الملك كل فاللون واحد والطعم مختلف * وأخرج وكيع وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأتوا به متشابها قال متشابها في اللون مختلفا في الطعم مثل الخيار من القثاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وأتوا به متشابها قال خيارا كله لا رذل فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله وأتوا به متشابها قال خيارا كله يشبه بعضه بعضا لا رذل فيه ألم تر إلى ثمار الدنيا كيف ترذلون بعضه * وأخرج البزار والطبراني عن ثوبان انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها الا أعيد في مكانها مثلاها * وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق رجاء بن حياة عن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان قال بينا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة فسلمت فردوا السلام فقلت أين
(٣٨)