3575 وأما غير العاقل فالغالب في جمع الكثرة الإفراد وفي القلة الجمع وقد اجتمعا في قوله * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) * إلى أن قال * (منها أربعة حرم) * فأعاد منها بصيغة الإفراد على الشهور وهي للكثرة ثم قال * (فلا تظلموا فيهن) * فأعاده جمعا على أربعة حرم وهي للقلة 3576 وذكر الفراء لهذه القاعدة سرا لطيفا وهو أن المميز مع جمع الكثرة هو ما زاد على العشرة لما كان واحدا وحد الضمير ومع القلة وهو العشرة فما دونها لما كان جمعا جمع الضمير 2 - قاعدة 3577 إذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ والمعنى بدئ باللفظ ثم بالمعنى هذا هو الجادة في القرآن قال تعالى * (ومن الناس من يقول) * ثم قال * (وما هم بمؤمنين) * أفرد أولا باعتبار اللفظ ثم جمع باعتبار المعنى وكذا * (ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم) * * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا) * 3578 قال الشيخ علم الدين العراقي ولم يجيء في القرآن البداءة بالحمل على المعنى إلا في موضع واحد وهو قوله * (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا) * فأنث خالصا حملا على معنى ما ثم راعى اللفظ فذكر فقال * (محرم) * إنتهى 3579 قال ابن الحاجب في أماليه إذا حمل على اللفظ الحمل بعده على المعنى وإذا حمل على المعنى ضعف الحمل بعده على اللفظ لأن المعنى أقوى فلا يبعد الرجوع إليه بعد اعتبار اللفظ ويضعف بعد اعتبار المعنى القوي الرجوع إلى الأضعف 3580 وقال ابن جني في المحتسب لا يجوز مراجعة اللفظ بعد انصرافه عنه إلى المعنى وأورد عليه قوله تعالى * (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) * ثم قال * (حتى إذا جاءنا) * فقد ارجع اللفظ بعد الانصراف عنه إلى المعنى
(٥٥٣)