يعقوب بلقبه إسرائيل لما فيه من المدح والتعظيم بكونه صفوة الله أو سري الله على ما سيأتي في معناه في الألقاب ومن الإهانة قوله * (تبت يدا أبي لهب) * وفيه أيضا نكتة أخرى وهي الكناية عن كونه جهنميا 3597 وبالإشارة لتمييزه أكمل تمييز بإحضاره في ذهن السامع حسا نحو * (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) * 3598 وللتعريض بغباوة السامع حتى أنه لا يتميز له الشيء إلا بإشارة الحس وهذه الآية تصلح لذلك ولبيان حاله في القرب والبعد فيؤتى في الأول بنحو هذا وفي الثاني بنحو ذلك وأولئك 3599 ولقصد تحقيره بالقرب كقول الكفار * (أهذا الذي يذكر آلهتكم) * * (أهذا الذي بعث الله رسولا) * * (ماذا أراد الله بهذا مثلا) * وكقوله تعالى * (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) * 3600 ولقصد تعظيمه بالبعد نحو * (ذلك الكتاب لا ريب فيه) * ذهابا إلى بعد درجته 3601 وللتنبيه بعد ذكر المشار إليه بأوصاف قبله على أنه جدير بما يرد بعده من أجلها نحو * (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) * 3602 وبالموصولية لكراهة ذكره بخاص اسمه إما سترا عليه أو إهانة له أو لغير ذلك فيؤتى بالذي ونحوها موصولة بما صدر منه من فعل أو قول نحو * (والذي قال لوالديه أف لكما) * * (وراودته التي هو في بيتها) * 3603 وقد يكون لإرادة العموم نحو * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * الآية * (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) * * (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم) * 3604 وللاختصار نحو * (لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما) *
(٥٥٨)