الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٥٠
قاعدة 3558 الأصل عوده على أقرب مذكور ومن ثم أخر المفعول الأول في قوله * (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض) * ليعود الضمير عليه لقربه إلا أن يكون مضافا ومضافا إليه فالأصل عوده للمضاف لأنه المحدث عنه نحو * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * 3559 وقد يعود على المضاف إليه نحو * (إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) * 3560 واختلف في * (أو لحم خنزير فإنه رجس) * فمنهم من أعاده على المضاف ومنهم من أعاده إلى المضاف إليه قاعدة 3561 الأصل توافق الضمائر في المرجع حذرا من التشتيت ولهذا لما جوز بعضهم في * (أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم) * أن الضمير في الثاني للتابوت وفي الأول لموسى عابه الزمخشري وجعله تنافرا مخرجا للقرآن عن إعجازه فقال والضمائر كلها راجعة إلى موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظم الذي هو أم إعجاز القرآن ومراعاته أهم ما يجب على المفسر 3562 وقال في * (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) * الضمائر لله تعالى والمراد بتعزيره تعزير دينه ورسوله ومن فرق الضمائر فقد أبعد 3563 وقد يخرج عن هذا الأصل كما في قوله * (ولا تستفت فيهم منهم أحدا) * فإن ضمير فيهم لأصحاب الكهف ومنهم لليهود قاله ثعلب والمبرد 3564 ومثله * (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا) * قال ابن عباس ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه 3565 وقوله * (إلا تنصروه) * الآية فيها إثنا عشر ضميرا كلها
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»