الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٥٦
بغير تاء وهذا أسلوب لطيف من أساليب العرب أن يدعوا حكم اللفظ الواجب في قياس لغتهم إذا كان في مرتبة كلمة لا يجب لها ذلك الحكم 4 - قاعدة في التعريف والتنكير 3592 أعلم أن لكل منهما مقاما لا يليق بالآخر أما التنكير فله أسباب أحدها إرادة الوحدة نحو * (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) * أي رجل واحد و * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل) * الثاني إرادة النوع نحو * (هذا ذكر) * أي نوع من الذكر * (وعلى أبصارهم غشاوة) * أي نوع غريب من الغشاوة لا يتعارفه الناس بحيث غطى ما لا يغطيه شيء من الغشاوات * (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) * أي نوع منها وهو الازدياد في المستقبل لأن الحرص لا يكون على الماضي ولا على الحاضر ويحتمل الوحدة والنوعية معا قوله * (والله خلق كل دابة من ماء) * أي كل نوع من أنواع الدواب من نوع من أنواع الماء وكل فرد من أفراد الدواب من فرد من أفراد النطف الثالث التعظيم بمعنى أنه أعظم من أن يعين ويعرف نحو * (فأذنوا بحرب) * أي بحرب أي حرب * (ولهم عذاب أليم) * * (وسلام عليه يوم ولد) * * (سلام على إبراهيم) * * (أن لهم جنات) * الرابع التكثير نحو * (أئن لنا لأجرا) * أي وافرا جزيلا ويحتمل التعظيم والتكثير معا نحو * (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل) * أي رسل عظام ذوو عدد كثير الخامس التحقير بمعنى إنحطاط شأنه إلى حد لا يمكن أن يعرف نحو * (إن نظن إلا ظنا) * أي ظنا حقيرا لا يعبأ به وإلا لاتبعوه لأن ذلك ديدنهم بدليل
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»