3587 ويجوز الحذف أيضا مع عدم الفصل حيث الإسناد إلى ظاهره فإن كان إلى ضميره امتنع 3588 وحيث وقع ضمير أو إشارة بين مبتدأ وخبر أحدهما مذكر والآخر مؤنث جاز في الضمير والإشارة التذكير والتأنيث كقوله تعالى * (قال هذا رحمة من ربي) * فذكر والخبر مؤنث لتقدم المبتدأ وهو مذكر وقوله تعالى * (فذانك برهانان من ربك) * ذكر والمشار إليه اليد والعصا وهما مؤنثان لتذكير الخبر وهو برهانان 3589 وكل أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس والتأنيث حملا على الجماعة كقوله * (أعجاز نخل خاوية) * * (أعجاز نخل منقعر) * * (إن البقر تشابه علينا) * وقرئ * (تشابهت) * * (السماء منفطر به) * * (إذا السماء انفطرت) * 3590 وجعل منه بعضهم * (جاءتها ريح عاصف) * * (ولسليمان الريح عاصفة) * 3591 وقد سئل ما الفرق بين قوله تعالى * (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) * وقوله * (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) * وأجيب بأن ذلك لوجهين لفظي وهو كثرة حروف الفاصل في الثاني والحذف مع كثرة الحواجز أكثر ومعنوي وهو أن من في قوله * (من حقت) * راجعة إلى الجماعة وهي مؤنثة لفظا بدليل * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) * ثم قال * (ومنهم من حقت عليه الضلالة) * أي من تلك الأمم ولو قال ضلت لتعينت التاء والكلامان واحد وإذا كان معناهما واحدا كان إثبات التاء أحسن من تركها لأنها ثابتة فيما هو من معناه وأما * (فريقا هدى) * الآية فالفريق يذكر ولو قال فريق ضلوا لكان بغير تاء وقوله * (حق عليهم الضلالة) * في معناه فجاء
(٥٥٥)