التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٨٧
ورمان) خص النخل والرمان بالذكر بعد دخولهما في الفاكهة تشريفا لهما وبيانا لفضلهما على سائر الفواكه وهذا هو التجريد * (خيرات حسان) * خيرات جمع خيرة وقال الزمخشري وغيره أصله خيرات بالتشديد ثم خفف كميت وقرئ بالتشديد قالت أم سلمة يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى خيرات حسان قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه * (حور مقصورات في الخيام) * الحور جمع حوراء والمقصورات المحجوبات لأن النساء يمدحن بملازمة البيوت ويذممن بكثرة الخروج والخيام هي البيوت التي من الخشب والحشيش ونحو ذلك وخيام الجنة من اللؤلؤ * (متكئين على رفرف خضر) * الرفرف البسط وقيل الوسائد وقيل رياض الجنة * (وعبقري حسان) * العبقري الطنافس وقيل الزرابي وقيل الديباج الغليظ وهو منسوب إلى عبقري وتزعم العرب أنه بلد الجن فإذا أعجبتها شئ نسبته إليه * (تبارك اسم ربك) * ذكر تبارك في الفرقان وغيرها والاسم هنا يراد به المسمى على الأظهر وقرأ الجمهور ذي الجلال بالياء صفة لربك وقرأ ابن عامر بالواو صفة للاسم وقد ذكر معنى ذي الجلال والإكرام سورة الواقعة روى ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا ولما حضرت ابن مسعود الوفاة قيل له ما تركت لبناتك قال تركت لهن سورة الواقعة * (إذا وقعت الواقعة) * يعني إذا قامت القيامة فالواقعة اسم من أسماء القيامة تدل على هو لها كالطامة والصاخة وقيل الواقعة الصيحة وهي النفخة في الصور وقيل الواقعة صخرة بيت المقدس تقع يوم القيامة وهذا بعيد * (ليس لوقعتها كاذبة) * يحتمل ثلاثة أوجه الأول أن تكون الكاذبة مصدر كالعافية والمعنى ليس لها كذب ولا رد الثاني أن تكون كاذبة صفة محذوف كأنه قال ليس لها حالة كاذبة أي هي صادقة الوقوع ولا بد وهذا المعنى قريب من الأول الثالث أن يكون التقدير ليس لها نفس كاذبة أي تكذيب في إنكار البعث لأن كل نفس تؤمن حينئذ * (خافضة رافعة) * تقديره هي خافضة رافعة فينبغي أن يوقف على ما قبله لبيان المعنى والمراد بالخفض والرفع أنها تخفض أقواما إلى النار وترفع أقواما إلى الجنة وقيل ذلك عبارة عن هولها لأن السماء تنشق والأرض تتزلزل وتمر والجبال تنسف فكأنها تخفض بعض هذه الأجرام وترفع بعضها * (إذا رجت الأرض رجا) * أي زلزلت وحركت تحريكا شديدا وإذا هنا بدل من إذا
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»