وقعت ويحتمل أن يكون العامل فيه خافضة رافعة * (وبست الجبال بسا) * أي فتتت وقيل سيرت * (هباء منبثا) * الهباء ما يتطاير في الهواء من الأجزاء الدقيقة ولا تكاد ترى إلا في الشمس إذا دخلت على كوة قاله ابن عباس وقال علي بن أبي طالب هو ما تطاير من حوافر الدواب من التراب وقيل ما تطاير من شررالنار فإذا طفى لم يوجد شيئا والمنبث المتفرق * (وكنتم أزواجا ثلاثة) * هذا خطاب لجميع الناس لأنهم ينقسمون يوم القيامة إلى هذه الأصناف الثلاثة وهم السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأما السابقون فهم أهل الدرجات العلا في الجنة وأما أصحاب اليمين فهم سائر أهل الجنة وأما أصحاب الشمال فهم أهل النار * (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة) * هذا ابتداء خبر فيه معنى التعظيم كقولك زيد ما زيد والميمنة يحتمل أن تكون مشتقة من اليمن وهو ضد الشؤم وتكون المشأمة به مشتقة من الشؤم أو تكون الميمنة من ناحية اليمين والمشأمة من ناحية الشمال واليد الشؤمى هي الشمال وذلك لأن العرب تجعل الخير من اليمين والشر من الشمال أو لأن أهل االجنة يحملون إلى جهة اليمين وأهل النار يحملون إلى جهة الشمال أو يكون من أخذ الكتاب باليمين أو الشمال * (والسابقون السابقون) * الأول مبتدأ والثاني خبره على وجه التعظيم كقولك أنت أنت أو على معنى أن السابقين إلى طاعة الله هم السابقون إلى الجنة وقيل إن السابقون الثاني صفة للأول أو تأكيد والخبر أولئك المقربون والأرجح أن يكون الثاني خبر الأول لأنه في مقابلة قوله أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة وعلى هذا يوقف على السابقون الثاني ويبتدئ بما بعده * (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) * الثلة الجماعة من الناس فالمعنى أن السابقين من الأولين أكثر من السابقين من الآخرين والأولون هم أول هذه الأمة والآخرون المتأخرون من هذه الأمة والدليل على ذلك ما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفرقتان في أمتي وذلك لأن صدر هذه الأمة خير ممن بعدهم فكثر السابقون من السلف الصالح وقلوا بعد ذلك ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقيل إن الفرقتين في أمة كل نبي فالسابقون في كل أمة يكثرون في أولها ويقلون في آخرها وقيل أن الأولين هم من كان قبل هذه الأمة والآخرين هم هذه الأمة فيقتضي هذا أن السابقين من الأمم المتقدمة أكثر من السابقين من هذه الأمة وهذا بعيد وقيل إن السابقين يراد بهم الأنبياء لأنهم كانوا في أول الزمان أكثر مما كانوا في آخره * (على سرر موضونة) * السرر جمع سرير والموضونة المنسوجة وقيل المشبكة بالدر والياقوت وقيل معناه متواصلة قد أدنى بعضها من بعض * (متقابلين) * أي وجوه بعضهم إلى بعض * (ولدان مخلدون) * الولدان صغار الخدم والمخلدون الذين لا يموتون وقيل المقرطون بالخلدات وهي ضرب من الإفراط والأول أظهر * (بأكواب وأباريق) * الأكواب جمع كوب وهو الإناء وهو الذي لا أذن له ولا خرطوم يمسك به والأباريق جمع إبريق وهو الإناء الذي له خرطوم أو أذن يمسك * (وكأس من معين) * ذكر في الصافات
(٨٨)