قوله كن * (ولقد أهلكنا أشياعكم) * يعني أشياعكم من الكفار " وكل شئ فعلوه في الزبر " أي كل ما فعلوه مكتوب في صحائف الأعمال * (مستطر) * أي مكتوب وهو من السطر تقول سطرت واستطرت بمعنى واحد والمراد الصغير والكبير من أعمالهم وقيل جميع الأشياء * (ونهر) * يعني أنهار الماء والخمر واللبن والعسل واكتفى باسم الجنس * (في مقعد صدق) * أي في مكان مرضي سورة الرحمن عز وجل * (الرحمن علم القرآن) * هذا تعديد نعمة على من علمه الله القرآن وقيل معنى علم القرآن جعله علامة وآية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأول أظهر وارتفع الرحمن بالابتداء والأفعال التي بعده أخبار متواليه ويدل على ذلك مجيئها بدون حرف عطف * (خلق الإنسان) * قيل جنس الناس وقيل يعني آدم وقيل يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا دليل على التخصيص والأول أرجح * (علمه البيان) * يعني النطق والكلام * (الشمس والقمر بحسبان) * أي يجريان في الفلك بحسبان معلوم وترتيب مقدر وفي ذلك دليل على الصانع الحكيم المريد القدير * (والنجم والشجر يسجدان) * النجم عند ابن عباس النبات الذي لا ساق له كالبقول والشجر النبات الذي له ساق وقيل النجم جنس نجوم السماء والسجود عبارة عن التذلل والانقياد لله تعالى وقيل سجود الشمس غروبها وسجود الشجر ظله * (ووضع الميزان) * يعني الميزان المعروف الذي يوزن به الطعام وغيره وكرر ذكره اهتماما به وقيل أراد العدل * (ولا تخسروا الميزان) * أي لا تنقصوا إذا وزنتم * (للأنام) * أي للناس وقيل الإنس والجن وقيل الحيوان كله الأكمام يحتمل أن يكون جمع كم بالضم وهو ما يغطي ويلف النخل من الليف وبه شبه كم القميص أو يكون جمع كم بكسر الكاف وهو غلاف الثمرة * (العصف) * ورق الزرع وقيل التين * (والريحان) * قيل هو الريحان المعروف وقيل كل مشموم طيب الريح من النبات وقيل هو الرزق * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * الآلاء هي النعم واحدها إلى علي وزن معي وقيل إلى علي وزن قضى وقيل إلى على وزن أمد أو على وزن حصر والخطاب للثقلين الإنس والجن بدليل قوله سنفرغ لكم أيها الثقلان روى أن هذه الآية لما قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت أصحابه فقال جواب الجن خير من سكوتكم إني لما قرأتها على الجن قالوا لا نكذب بشئ من آلاء ربنا وكرر هذه الآية تأكيدا ومبالغة وقيل إن كل موضع منها يرجع إلى معنى الآية التي قبله فليس
(٨٣)