أي جعلنا ذلك كله جزاء لنوح ويحتمل أن يكون قوله كفر من الكفر بالدين والتقدير لمن كفر به فحذف الضمير أو يكون من الكفر بالنعمة لأن نوحا عليه السلام نعمة من الله كفرها قومه فلا يحتاج على هذا إلى الضمير المحذوف * (ولقد تركناها آية) * الضمير للقصة المذكورة أو الفعلة أو السفينة وروى في هذا المعنى أنها بقيت على الجودى حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة * (فهل من مدكر) * تحضيض على الادكار فيه ملاطفة جميلة من الله لعباده ووزن مدكر مفتعل وأصله مدتكر ثم أبدل من التاء دالا وأدغمت فيها الدال * (فكيف كان عذابي ونذر) * توقيف فيه تهديد لقريش والنذر جمع نذير * (ولقد يسرنا القرآن للذكر) * أي يسرناه للحفظ وهذا معلوم بالمشاهدة فإنه يحفظه الأطفال الأصاغر وغيرهم حفظا بالغا بخلاف غيره من الكتب وقد روى أنه لم يحفظ شئ من كتب الله عن ظهر قلب إلا القرآن وقيل معنى الآية سهلناه للفهم والاتعاظ به لما تضمن من البراهين والحكم البليغة وإنما كرر هذه الآية البليغة وقوله فذوقوا عذابي ونذر لينبه السامع عند كل قصة فيعتبر بها إذ كل قصة من القصص التي ذكرت عبرة وموعظة فختم كل واحدة بما يوقظ السامع من الوعيد في قوله فكيف كان عذابي ونذر ومن الملاطفة في قوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * (ريحا صرصرا) * أي مصوتة فهو من الصرير يعني الصوت وقيل معناه باردة فهو من الصر * (يوم نحس مستمر) * روى أنه كان يوم أربعاء حتى رأى بعضهم أن كل يوم أربعاء نحس وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر * (تنزع الناس) * أي تقلعهم من مواضعهم * (كأنهم أعجاز نخل منقعر) * أعجاز النخل هي أصولها والمنقعر المنقطع فشبه الله عادا لما هلكوا بذلك لأنهم طوال عظام الأجساد كالنخل وقيل كانت الريح تقطع رؤسهم فتبقى أجسادا بلا رؤوس فشبههم بأعجاز النخل لأنها دون أغصان وقيل كانوا حفروا حفرا يمتنعون بها من الريح فهلكوا فيها فشبههم بأعجاز النخل إذا كانت في حفرها * (أبشر) * هو صالح عليه السلام وانتصب بفعل مضمر والمعنى أنهم أنكروا أن يتبعوا بشرا وطلبوا أن يكون الرسول من الملائكة ثم زادوا أن أنكروا أن يتبعوا واحدا وهم جماعة كثيرون * (وسعر) * أي عناد وقيل معناه جنون وقيل معناه هم و غم وأصله من السعير بمعنى النار وكأنه احتراق النفس بالهم " ءألقى الذكر عليه من بيننا " أنكروا أن يخصه الله بالنبوة دونهم وذلك جهل منهم فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء * (أشر) * بطر متكبر * (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم) * أي لهم يوم وللناقة يوم من غير أن يتعدوا على الناقة فالضمير في نبئهم يعود على ثمود وعلى الناقة تغليبا للعقلاء وقيل إن الضمير لثمود والمعنى لا يتعدى بعضهم على بعض * (كل شرب محتضر) * أي مشهود * (فنادوا صاحبهم) * يعني عاقر الناقة واسمه قدار
(٨١)