التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٧٧
الوضيعة القدر ومنه وقالت أخراهم لأولاهم * (ألكم الذكر وله الأنثى) * كانوا يقولون إن الملائكة وهذه الأوثان بنات الله فأنكر الله عليهم ذلك أي كيف تجعلون لأنفسكم الأولاد الذكور وتجعلون لله البنات التي هي عندكم حقيرة بغيضة وقد ذكر هذا المعنى في النحل وغيرها ويحتمل أن يكون أنكر عليهم جعل هذه الأوثان شركاء لله تعالى مع أنهن إناث والإناث حقيرة بغيضة عندهم * (تلك إذا قسمة ضيزى) * أي هذه القسمة التي قسمتم جائرة غير عادلة يعني جعلهم الذكور لأنفسهم والإناث لله تعالى ووزن ضيزى فعلى بضم الفاء ولكنها كسرت لأجل الياء التي بعدها * (إن هي إلا أسماء سميتموها) * الضمير للأوثان وقد ذكر هذا المعنى في الأعراف في قوله أتجادلونني في أسماء * (إن يتبعون إلا الظن) * يعني أنهم يقولون أقوالا بغير حجة كقولهم إن الملائكة بنات الله وقولهم إن الأصنام تشفع لهم وغير ذلك * (أم للإنسان ما تمنى) * أم هنا للإنكار والانسان هنا جنس بني آدم أي ليس لأحد ما يتمنى بل الأمر بيد الله وقيل إن الإشارة إلى ما طمع فيه الكفار من شفاعة الأصنام وقيل إلى قول العاصي بن وائل لأوتين مالا وولدا وقيل هو تمنى بعضهم أن يكون نبيا والأحسن حمل اللفظ على إطلاقه * (وكم من ملك في السماوات) * الآية رد على الكفار في قولهم إن الأوثان تشفع لهم كأنه يقول الملائكة الكرام لا تغني شفاعتهم شيئا إلا بإذن الله فكيف أوثانكم * (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) * معناه أن الملائكة لا يشفعون لشخص إلا بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة فيه ويرضى عنه * (ليسمون الملائكة تسمية الأنثى) * يعني قولهم إن الملائكة بنات الله ثم رد عليهم بقوله وما لهم به من علم * (ذلك مبلغهم من العلم) * أي إلى ذلك انتهى علمهم لأنهم علموا ما ينفع في الدنيا ولم يعلموا ما ينفع في الآخرة * (ليجزي) * اللام متعلقة بمعنى ما قبلها والتقدير أن الله ملك أمر السماوات والأرض ليجزي الذين أساؤا بما عملوا وقيل يتعلق بضل واهتدى * (كبائر الإثم) * ذكرنا الكبائر في النساء * (إلا اللمم) * فيه أربعة أقوال الأول أنه صغائر الذنوب فالاستثناء على هذا منقطع الثاني أنه الإلمام بالذنوب على وجه الفلتة والسقطة دون دوام عليها الثالث أنه ما ألموا به في الجاهلية من الشرك والمعاصي الرابع أنه الهم بالذنوب وحديث النفس به دون أن يفعل * (أجنة) * جمع جنين * (فلا تزكوا أنفسكم) * أي لا تنسبوا أنفسكم إلى الصلاح والخير قال ابن
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»