التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٨٠
قريش سحر محمد القمر ومعنى مستمر دائم وقيل معناه ذاهب يزول عن قريب وقيل شديد وهو على هذا المعنى من المرة وهي القوة * (وكل أمر مستقر) * أي كل شئ لا بد له من غاية فالحق يحق والباطل يبطل * (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر) * الأنباء هنا يراد بها ما ورد في القرآن من القصص والبراهين والمواعظ ومزدجر اسم مصدر بمعنى الازدجار أو اسم موضع بمعنى أنه مظنة أن يزدجر به * (حكمة بالغة) * بدل من ما فيه أو خبر ابتداء مضمر * (فما تغن النذر) * يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية لمعنى الاستبعاد والإنكار * (فتول عنهم) * أي أعرض عنهم لعلمك أن الإنذار لا ينفعهم " يوم يدع الداع إلى شئ نكر " العامل في يوم مضمر تقديره اذكر أو قوله يخرجون بعد ذلك وليس العامل فيه تول عنهم لفساد المعنى فقد تم الكلام في قوله تول عنهم فيوقف عليه وقيل المعنى تول عنهم أي يوم يدع الداع والأول أظهر وأشهر والداعي جبريل أو إسرافيل إذ ينفخ في الصور والشئ النكر الشديد الفظيع وأصله من الإنكار أي هو منكور لأنه لم يرقط مثله والمراد به يوم القيامة * (خشعا أبصارهم) * كناية عن الذلة وانتصب خشعا على الحال من الضمير في يخرجون * (يخرجون من الأجداث) * أي من القبور * (كأنهم جراد منتشر) * شبههم بالجراد في خروجهم من الأرض فكأنه استدلال على البعث كالاستدلال بخروج النبات وقيل إنما شبههم بالجراد في كثرتهم وأن بعضهم يموج في بعض * (مهطعين) * أي مسرعين وقيل ناظرين إلى الداع * (فكذبوا عبدنا) * يعني نوح عليه السلام ووصفه هنا بالعبودية تشريفا له واختصاصا * (وازدجر) * أي زجروه بالشتم والتخويف وقالوا له لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين * (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) * أي قد غلبني الكفار فانتصر لي أو انتصر لنفسك وقالت المتصوفة معناه قد غلبتني نفسي حين دعوت على قومي فانتصر مني وهذا بعيد ضعيف * (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) * عبارة عن كثرة المطر فكأنه يخرج من أبواب وقيل فتحت في السماء أبواب يومئذ حقيقة والمنهمر الكثير * (فالتقى الماء) * ماء السماء وماء الأرض * (على أمر قد قدر) * أي قد قضى في الأزل ويحتمل أن يكون المعنى أنه قدر بمقدار معلوم وروى في ذلك أنه علا فوق الأرض أربعين ذراعا * (وحملناه على ذات ألواح ودسر) * يعني السفينة والدسر هي المسامير واحدها دسار وقيل هي مقادم السفينة وقيل أضلاعها والأول أشهر * (تجري بأعيننا) * عبارة عن حفظ الله ورعيه لها * (جزاء لمن كان كفر) * أي جزاء لنوح وقيل جزاء لله تعالى والأول أظهر وانتصب جزاء على أنه مفعول من أجله والعامل فيه ما تقدم من فتح أبواب السماء وما بعده من الأفعال
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»