بعض العرب كان يعبدها * (عادا الأولى) * وصفها بالأولى لآنها كانت في قديم الزمان فهي الأولى بالإضافة إلى الأمم المتأخرة وقيل أنما سميت أولى لأن ثم عادا أخرى متأخرة وهذا لا يصح وقرأ نافع عادا الأولى بإدغام تنوين عاد في لام الأولى بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام وضعف المزنى والمبرد هذه القراءة وهمز قالون الأولى دون ورش وقرأ الباقون على الأصل بكسر تنوين عادا وإسكان لام الأولى * (وثمود فما أبقى) * أي ما أبقى منهم أحدا وقيل ما أبقى عليهم * (والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى) * هي مدينة قوم لوط ومعنى أهوى طرحها من علو إلى أسفل وفي قوله ما غشى تعظيم للأمر * (فبأي آلاء ربك تتمارى) * هذا مخاطبة للإنسان على الإطلاق معناه بأي نعم ربك تشك * (هذا نذير من النذر الأولى) * يعني القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى من النذر الأولى من نوعها وصفتها * (أزفت الآزفة) * أي قربت القيامة * (كاشفة) * يحتمل لفظة ثلاثة أوجه أن يكون مصدرا كالعافية أي ليس لها كشف وأن يكون بمعنى كاشف والتاء للمبالغة كعلامة وأن يكون صفة لمحذوف تقديره نفس كاشفة أو جماعة كاشفة ويحتمل معناه وجهين أحدهما أن يكون من الكشف بمعنى الإزالة أي ليس لها من يزيلها إذا وقعت والآخر أن يكون بمعنى الاطلاع أي ليس لها من يعلم وقتها إلا الله * (أفمن هذا الحديث تعجبون) * الإشارة إلى القرآن وتعجبهم منه إنكاره * (وأنتم سامدون) * أي لاعبون لاهون وقيل غافلون مفرطون * (فاسجدوا لله واعبدوا) * هذا موضع سجدة عند الشافعي وغيره وقد قال ابن مسعود قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد وسجد كل من كان معه سورة القمر * (اقتربت الساعة) * أي قربت القيامة ومعنى قربها أنها بقي لها من الزمان قليل بالنسبة إلى ما مضى ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعه كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى * (وانشق القمر) * هذا إخبار بما جرى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن قريشا سألته آية فأراهم انشقاق القمر فقال صلى الله عليه وسلم اشهدوا وقال ابن مسعود انشق القمر فرأيته فرقتين فرقة وراء الجبل وأخرى دونه وقيل معنى انشق القمر أنه ينشق يوم القيامة وهذا قول باطل ترده الأحاديث الصحيحة الواردة بانشقاق القمر وقد اتفقت الأمة على وقوع ذلك وعلى تفسير الآية بذلك إلا من لا يعتبر قوله * (وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) * هذه الضمائر لقريش والآية المشار إليها انشقاق القمر وعند ذلك قالت
(٧٩)