التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
وهذه أمثله والمعنى الجامع لها أن المحروم الذي حرمه الله المال بأي وجه كان * (وفي أنفسكم) * إشارة إلى ما في خلقة الإنسان من الآيات والعبر ولقد قال بعض العلماء فيه أن فيه خمسة آلاف حكمة وقال بعضهم الإنسان نسخة مختصرة من العالم * (وفي السماء رزقكم وما توعدون) * معنى في السماء رزقكم المطر وقيل القضاء والقدر ويحتمل أن يكون ما توعدون من الوعد والوعيد والكل في السماء ولذلك قيل يعني الجنة والنار وقيل الخير والشر * (أنه الحق) * هذا جواب القسم والضمير لما تقدم من الآيات أو الرزق أو لما توعدون * (مثل ما أنكم تنطقون) * أي حق مثل نطقكم لا يمكن الشك فيه وما زائدة وقرئ مثل بالنصب والرفع فالرفع صفة لحق والنصب على الحال من حق أو من الضمير المستتر فيه أو صفة لحق وبني لإضافته إلى مبني أو لتركيبه مع ما فيصير نحو أينما وكلما * (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) * المراد بالاستفهام في مثل هذا التفخيم والتهويل وضيف إبراهيم هم الملائكة الذين جاؤوا ليبشروه بالولد وبإهلاك قوم لوط ووصفهم بالمكرمين لأنهم مكرمون عند الله ولأن إبراهيم عليه السلام أكرمهم لأنه خدمهم بنفسه وعجل لهم الضيافة والعامل في إذ دخلوا على هذا المكرمين ويحتمل أن يكون العامل فيه محذوف تقديره اذكر * (فقالوا سلاما) * نصب هذا لأنه في معنى الطلب وهو مفعول بفعل مضمر ورفع الثاني لأنه خبر تقديره أمري سلام وهذا على أن يكون السلام بمعنى السلامة وإن كان بمعنى التحية فإنما رفع الثاني ليدل على إثبات السلام فيكون قد حياهم بأكثر مما حيوه وينتصب السلام الأول على هذا على المصدرية تقديره سلمنا عليك سلاما ويرتفع الثاني بالابتداء تقديره سلام عليكم قوم منكرون أي لم يعرفهم * (قال ألا تأكلون) * يحتمل أن يكون ألاحضا على الأكل أو تكون الهمزة للإنكار دخلت على لا النافية * (فأوجس منهم خيفة) * إنما خاف منهم لما لم يأكلوا * (وبشروه بغلام عليم) * هو إسحاق عليه السلام لقوله * (فبشرناها بإسحاق) * * (في صرة) * أي صيحة وذلك قولها يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهو من صر القلم وغيره إذا صوت وقيل معناه في جماعة من النساء * (فصكت وجهها) * أي ضربته حياء منهم وتعجبا من ولادتها وهي عجوز * (وقالت عجوز عقيم) * تقديره قالت أنا عجوز عقيم فكيف ألد أو تقديره أتلد عجوز عقيم * (قال فما خطبكم) * أي ما شأنكم وخبركم والخطب أكثر ما يقال في الشدائد * (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) * يعني قوم سيدنا لوط وقد ذكرنا الحجارة ومسومة في هود * (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين) * الضمير المجرور لقرية قوم سيدنا لوط لأن الكلام يدل عليها وإن لم يتقدم ذكرها والمراد بالمؤمنين لوط وأهله أمرهم الله بالخروج
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»