سورة النجم * (والنجم إذا هوى) * فيه ثلاثة أقوال أحدها أنها الثريا لأنها غلب عليها التسمية بالنجم ومعنى هوى غرب وانتثر يوم القيامة الثاني أنه جنس النجوم ومعنى هوى كما ذكرنا أو انقضت ترجم الشياطين الثالث أنه من نجوم القرآن وهي الجملة التي تنزل وهوى على هذا معناه نزل * (ما ضل صاحبكم وما غوى) * هذا جواب القسم والخطاب لقريش وصاحبكم هو النبي صلى الله عليه وسلم فنفى عنه الضلال واالغي والفرق بينهما أن الضلال بغير قصد والغي بقصد وتكسب * (وما ينطق عن الهوى) * أي ليس يتكلم بهواه وشهوته إنما يتكلم بما يوحي الله إليه * (إن هو إلا وحي يوحى) * يعني القرآن * (علمه شديد القوى) * ضمير المفعول للقرآن أو للنبي صلى الله عليه وسلم والشديد القوى جبريل وقيل الله تعالى والأول أرجح لقوله * (ذي قوة عند ذي العرش) * والقوى جمع قوة * (ذو مرة) * أي ذو قوة وقيل ذو هيئة حسنة والأول هو الصحيح في اللغة * (فاستوى) * أي استوى جبريل في الجو إذ رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بحراء وقيل معنى استوى ظهر في صورته على ستمائة جناح قد سد الأفق بخلاف ما كان يتمثل به من الصور إذا نزل بالوحي وكان ينزل في صورة دحية * (وهو بالأفق الأعلى) * الضمير لجبريل وقيل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأول أصح " ثم دنى فتدلى " الضميران لجبريل أي دنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى في الهواء وهو عند بعضهم من المقلوب تقديره فتدلى فدنا * (فكان قاب قوسين أو أدنى) * ألقاب مقدار المسافة أي كان جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام في القرب بمقدار قوسين عربيتين ومعناه من طرف العود إلى الطرف الآخر وقيل من الوتر إلى العود وقيل ليس القوس التي يرمي بها وإنما هي ذراع تقاس بها المقادير ذكره الثعلبي وقال إنه من لغة أهل الحجاز وتقدير الكلام فكان مقدار مسافة جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام مثل مسافة قوسين ثم حذفت هذه المضافات ومعنى أو أدنى أو أقرب وأو هنا مثل قوله أو يزيدون وأشبه التأويلات فيها أنه إذا نظر إليه البشر احتمل عنده أن يكون قاب قوسين أو يكون أدنى وهذا الذي ذكرنا أن هذه الضمائر المتقدمة لجبريل هو الصحيح وقد ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وقيل إنها لله تعالى وهذا القول يرد عليه الحديث والعقل إذ يجب تنزيه الله تعالى عن تلك الأوصاف من الدنو والتدلي وغير ذلك * (فأوحى إلى عبده ما أوحى) * في هذه الضمائر ثلاثة أقوال الأول أن المعنى أوحى الله إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى الثاني
(٧٥)