ذلك على أن درجة المقربين فوق درجة الأبرار فالمقربون هم السابقون والأبرار هم أصحاب اليمين * (عينا) * منصوب على المدح بفعل مضمر أو على الحال من تسنيم * (يشرب بها) * بمعنى يشربها فالباء زائدة ويحتمل أن يكون بمعنى يشرب منها أو كقولك شربت الماء بالعسل * (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) * نزلت هذه الآية في صناديد قريش كأبي جهل وغيره مربهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجماعة من المؤمنين فضحكوا منهم واستخفوا بهم * (وإذا مروا بهم يتغامزون) * أي يغمز بعضهم إلى بعض ويشير بعينيه والضمير في مروا يحتمل أن يكون للمؤمنين أو للكفار والضمير في يتغامزون للكفار لا غير * (فكهين) * من الفكاهة وهي اللهو أي يتفكهون بذكر المؤمنين والاستخفاف بهم قاله الزمخشري ويحتمل أن يريد يتفكهون بنعيم الدنيا * (وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون) * أي إذا رأي الكفار المؤمنين نسبوهم إلى الضلال وقيل إذا رأى المؤمنون الكفار نسبوهم إلى الضلال والأول أظهر وأشهر * (وما أرسلوا عليهم حافظين) * أي ما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم وكأنه قال كلامهم بالمؤمنين فضول منهم * (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) * يعني باليوم يوم القيامة إذ قد تقدم ذكره فيضحك المؤمنون فيه من الكفار كما ضحك الكفار منهم في الدنيا * (هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) * معنى ثوب جوزي يقال ثوبه وأثابه إذا جازاه وهذه الجملة يحتمل أن تكون متصلة بما قبلها في موضع مفعول ينظرون فتوصل مع ما قبلها أو تكون توقيفا فيوقف قبلها ويكون معمول ينظرون محذوفا حسبما ذكرنا في ينظرون الذي قبل هذا وهذا أرجح لاتفاق الموضعين سورة الانشقاق * (إذا السماء انشقت) * اختلف في هذا الانشقاق هل هو تشققها بالغمام أو انفتاحها أبوابا وجواب إذا محذوف ليكون أبلغ في التهويل إذ يقدر السامع أقصى ما يتصوره وحذف للعلم به اكتفاء بما في سورة التكوير والانفطار من الجواب وقيل الجواب ما دل عليه فملاقيه أي إذا السماء انشقت لقى الإنسان ربه وقيل الجواب أذنت على زيادة الواو وهذا ضعيف * (وأذنت لربها) * معنى أذنت في اللغة استمعت وهو هنا عبارة عن طاعتها لربها وأنها انقادت لله حين أراد انشقاقها وكذلك طاعة الأرض لما أراد مدها وإلقاء ما فيها * (وحقت) * أي حق لها أن تسمع وتطيع لربها أو حق لها أن تنشق من أهوال القيامة وهذه الكلمة من قولهم هو حقيق بكذا أو محقوق به أي يجب عليه أن يفعله فالمعنى يحق على السماء أن تسمع وتطيع لربها أو يحق عليها أن تتشقق ويحتمل أن يكون أصله حققت بفتح الحاء
(١٨٦)