التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٩١
الودود في اللغات * (ذو العرش المجيد) * أضاف العرش إلى الله وخصه بالذكر لأن العرش أعظم المخلوقات والمجيد من المجد وهو الشرف ورفعة القدر وقرئ المجيد بالرفع صفة لذو العرش وبالخفض صفة للعرش * (هل أتاك) * توقيف يراد به التنبيه وتعظيم الأمر والمراد بذكر الجنود تهديد الكفار وتأنيس النبي صلى الله عليه وسلم * (والله من ورائهم محيط) * تهديد لهم معناه لا يفوتونه بل يصيبهم عذابه إذا شاء * (في لوح محفوظ) * يعني اللوح المحفوظ الذي في السماء وقرئ محفوظ بالخفض صفة للوح وبالرفع صفة للقرآن أي حفظه الله من التبديل والتغيير أو حفظه المؤمنون في صدورهم سورة الطارق * (والسماء والطارق) * هذه السماء التي أقسم الله بها هي المعروفة وقيل أراد المطر لأن العرب قد تسميه سماء وهذا بعيد والطارق في اللغة ما يطرق أي يجئ ليلا وقد فسره الله هنا بأنه النجم الثاقب وهو يطلع ليلا ومعنى الثاقب المضئ أو المرتفع فقيل أراد جنس النجوم وقيل الثريا لأنه الذي تطلق عليه العرب النجم وقيل زحل لأنه أرفع النجوم إذ هو في السماء السابعة * (إن كل نفس لما عليها حافظ) * هذا جواب القسم ومعناه عند الجمهور أن كل نفس من بني آدم عليها حافظ يكتب أعمالها يعني الملائكة الحفظة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية أن لكل نفس حفظة من الله يذبون عنها كما يذب عن العسل ولو وكل المرء إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الآفات والشياطين وإن صح هذا الحديث فهو المعمول عليه وقرئ لما عليها بتخفيف الميم وعلى هذا تكون إن مخففة من الثقيلة واللام للتأكيد وما زائدة وقريء لما بالتشديد وعلى هذا تكون إن نافية ولما بمعنى الايجاب بعد النفي * (فلينظر الإنسان مم خلق) * حذف ألف ما لأنها استفهامية وجوابها خلق من ماء دافق وسمى المني ماء دافقا من الدفق بمعنى الدفع فقيل معناه مدفوق وصاحبه هو الدافق في الحقيقة قال سيبويه هو على النسب أي ذو دفق وقال ابن عطية يصح أن يكون الماء دافقا لأن بعضه يدفع بعضا ومقصود الآية إثبات الحشر فأمر الإنسان أن ينظر أصل خلقته ليعلم أن الذي خلقه من ماء دافق قادر على أن يعيده ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أنه لما أخبر أن كل نفس عليها حافظ يحفظ أعمالها أعقبه بالتنبيه على الحشر حيث تجازى كل نفس بأعمالها * (يخرج من بين الصلب والترائب) * الضمير في يخرج للماء وقال ابن عطية يحتمل أن يكون للإنسان وهذا بعيد جدا والترائب عظام الصدر واحدها تريبة وقيل هي الأطراف كاليدين
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»