غير نهاية وقيل إنه كان يقتضي أن مدة العذاب تنقضي ثم نسخ بقوله * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) * وهذا خطاب لأن الأخبار لا تنسخ وقيل هي في عصاة المؤمنين الذي يخرجون من النار وهذا خطأ لأنها في الكفار لقوله وكذبوا بآياتنا وقيل معناها أنهم يبقون أحيانا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ثم يبدل لهم نوع آخر من العذاب * (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) * أي لا يذوقون برودة تخفف عنهم حر النار وقيل لا يذوقون ماء باردا وقيل البرد هنا النوم والأول أظهر * (إلا حميما وغساقا) * استثناء من الشراب وهو متصل والحميم الماء الحار والغساق صديد أهل النار وقد ذكر في سورة داود * (جزاء وفاقا) * أي موافقا أعمالهم لأن أعمالهم كفر وجزاؤهم النار ووفاقا مصدر وصف به أو هو على حذف مضاف تقديره ذو وفاق * (إنهم كانوا لا يرجون حسابا) * هذا مثل لا يرجون لقاءنا وقد ذكر * (كذابا) * بالتشديد مصدر بمعنى تكذيب وبالتخفيف بمعنى الكذب أو المكاذبة وهي تكذيب بعضهم لبعض * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نزل في أهل النار أشد من هذه الآية * (مفازا) * أي موضع فوز يعني الجنة * (حدائق) * أي بساتين * (وكواعب) * جمع كاعب وهي الجارية التي خرج ثديها * (أترابا) * أي على سن واحد * (وكأسا دهاقا) * أي ملأى وقيل صافية والأول أشهر * (عطاء حسابا) * أي كافيا من أحسب الشئ إذا كفاه وقيل معناه على حسب أعمالهم " رب السماوات " بالرفع مبتدأ أو خبر ابتداء مضمر وبالخفض صفة لربك والرحمن بالخفض صفة وبالرفع خبر المبتدأ أو خبر ابتداء مضمر * (لا يملكون منه خطابا) * قال ابن عطية الضمير للكفار أي لا يملكون أن يخاطبوه بمقدرة ولا غيرها وقيل المعنى لا يقدرون أن يخاطبهم كقوله ولا يكلمهم الله وقال الزمخشري الضمير لجميع الخلق أي ليس بأيديهم شئ من خطاب الله * (يوم يقوم الروح) * قيل هو جبريل وقيل ملك عظيم يكون هو وحده صفا والملائكة صفا وقيل يعني أرواح بني آدم فهو اسم جنس الكلام إلا من بعد أن يأذن الله لهم وقول الصواب يكون في ذلك الموطن على هذا وقيل الضمير للناس خاصة والصواب المشار إليه قول لا إله إلا الله أي من قالها في الدنيا * (ذلك اليوم الحق) * أي الحق وجوده ووقوعه * (فمن شاء) * تخصيص وترغيب * (عذابا قريبا) * يعني عذاب الآخرة ووصفه بالقرب لأن كل آت قريب أو لأن الدنيا على آخرها * (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) * المرء هنا عموم في المؤمن والكافر وقيل هو المؤمن وقيل هو الكافر والعموم أحسن لأن كل أحد يرى ما عمل لقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة الآية " ويقول
(١٧٤)