عطية إنما اليقين الذي أرادوا ما كانوا يكذبون به في الدنيا فيتيقنونه بعد الموت * (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) * إنما ذلك لأنهم كفار وأجمع العلماء أنه لا يشفع أحد في الكفار وجمع الشافعين دليل على كثرتهم كما ورد في الآثار تشفع الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء والصالحين " فمالهم عن التذكرة معرضين " يعني كفار قريش * ( كأنهم حمر مستنفرة) * المستنفرة بفتح الفاء التي استنفرها الفزع وبالكسر بمعنى النافرة شبه الكفار بالحمر النافرة في جهلهم ونفورهم عن الإسلام ويعني حمر الوحش * (فرت من قسورة) * قال ابن عباس القسورة الرماة وقال أيضا هو الأسد وقيل أصوات الناس وقيل الرجال الشداد وقيل سواد أول الليل * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) * المعنى يطمع كل إنسان منهم أن ينزل عليه كتابا من الله ومعنى منشرة منشورة غير مطوية أي طرية كما كتبت لم تطو بعد وذلك أنهم قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم لانتبعك حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء فيه من رب العالمين إلى فلان بن فلان نؤمر باتباعك * (كلا) * ردع عما أرادوه * (بل لا يخافون الآخرة) * أي هذه هي العلة والسبب في إعراضهم * (كلا) * تأكيد المردع الأول أو ردع عن عدم خوفهم الآخرة * (إنه تذكرة) * الضمير لما تقدم من الكلام أو للقرآن بجملته * (فمن شاء ذكره) * فاعل شاء ضمير يعود على من وفي ذلك حض وترغيب وقيل الفاعل هو الله ثم قيد فعل العبد بمشيئة الله * (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) * أي هو أهل لأن يتقى لشدة عقابه وهو أهل لأن يغفر الذنوب لكرمه وسعة رحمته وفضله سورة القيامة * (لا أقسم) * في الموضعين معناه أقسم ولا زائدة لتأكيد القسم وقيل هي استفتاح كلام بمنزلة ألا وقيل هي نفي لكلام الكفار * (النفس اللوامة) * هي التي تلوم نفسها على فعل الذنوب أو التقصير في الطاعات فإن النفوس على ثلاثة أنواع فخيرها النفس المطمئنة وشرها النفس الأمارة بالسوء وبينهما النفس اللوامة وقيل اللوامة هي المذمومة الفاجرة وهذا بعيد لأن الله لا يقسم إلا بما يعظم من المخلوقات ويستقيم إن كان لا أقسم نفيا للقسم " أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه " الإنسان هنا للجنس أو الإشارة به للكفار المنكرين للبعث ومعناه أيظن أن لن نجمع عظامه للبعث بعد فنائها في التراب وهذه الجملة هي التي تدل على جواب
(١٦٣)