التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
* (أبصارها خاشعة) * كناية عن الذل والخوف وإضافت الأبصار إلى القلوب على تجوز والتقدير قلوب أصحابها * (يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاما نخرة) * هذا حكاية قول الكفار في الدنيا ومعناه على الجملة إنكار البعث فالهمزة في قوله * (أئنا لمردودون) * للإنكار ولذلك اتفق العلماء على قراءته بالهمزتين إلا أن منهم من سهل الثانية ومنهم من خففها واختلفوا في إذا كنا عظاما نخرة فمنهم من قرأه بهمزة واحدة لأنه ليس بموضع استفهام ولا إنكار ومنهم من قرأه بهمزتين تأكيدا للإنكار المتقدم ثم اختلفوا في معنى الحافرة على ثلاثة أقوال أحدها أنها الحالة الأولى يقال رجع فلان في حافرته إذا رجع إلى حالته الأولى فالمعنى أئنالمردودون إلى الحياة بعد الموت والآخر أن الحافرة الأرض بمعنى محفورة فالمعنى أئنالمردودون إلى وجه الأرض بعد الدفن في القبور والثالث أن الحافرة النار والعظام النخرة البالية المتعفنة وقرئ ناخرة بألف وبحذف الألف وهما بمعنى واحد إلا أن حذف الألف أبلغ لأن فعل أبلغ من فاعل وقيل معناه العظام المجوفة التي تمر بها الريح فيسمع لها نخير والعامل في إذا كنا محذوف تقديره إذا كنا عظاما نبعث ويحتمل أن يكون العامل فيه مردودون في الحافرة ولكن إنما يجوز ذلك على قراءة إذا كنا بهمزة واحدة على الخبر ولا يجوز على قراءته بهمزتين لأن همزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها * (قالوا تلك إذا كرة خاسرة) * الكرة الرجعة والخاسرة منسوبة إلى الخسران كقوله عيشة راضية أي ذات رضى أو معناه خاسر أصحابها ومعنى هذا الكلام أنهم قالوا إن كان البعث حقا فكرتنا خاسرة لأنا ندخل النار * (فإنما هي زجرة واحدة) * يعني النفخة في الصور للقيام من القبور وهذا من كلام الله تعالى ردا على الذين أنكروا البعث كأنه يقول لا تظنوا أنه صعب على الله هو عليه يسير فإنما ينفخ نفخة واحدة في الصور فيقوم الناس من قبورهم * (فإذا هم بالساهرة) * إذا هنا فجائية والساهرة وجه الأرض والباء ظرفية والمعنى إذا نفخ في الصور حصلوا بالأرض أسرع شئ * (هل أتاك) * توقيف وتنبيه وليس المراد به مجرد الاستفهام * (طوى) * ذكر في طه * (اذهب إلى فرعون) * تفسير للنداء * (هل لك إلى أن تزكى) * أن تتطهر من الكفر والذنوب والعيوب والرذائل وقال بعضهم تزكى تسلم وقيل تقول لا إله إلا الله والأول أعم * (الآية الكبرى) * قلب العصا حية وإخراج اليد بيضاء وجعلهما واحدة لأن الثانية لأن الثانية تتبع الأولى ويحتمل أن يريد الأولى وحدها * (ثم أدبر يسعى) * الإدبار كناية عن الإعراض عن الإيمان ويسعى عبارة عن جده في الكفر وفي إبطال أمر موسى عليه السلام وقيل هو حقيقة أي قام من مجلسه يفر من مجالسة موسى أو يهرب من العصا لما صارت ثعبانا * (فحشر) * أي جمع جنوده وأهل مملكته * (فنادى) * أي نادى قومه وقال لهم ما قال ويحتمل أنه ناداهم بنفسه أو أمر من يناديهم والأول أظهر وروى أنه قام فيهم خطيبا فقال ما قال * (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) * النكال مصدر بمعنى التنكيل والعامل فيه أخذه الله لأنه بمعناه وقيل العامل
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»