الكفار واليوم الثقيل يوم القيامة ووصفة بالثقل عبارة عن هوله وشدته * (وشددنا أسرهم) * الأسر الخلقة وقيل المفاصل والأوصال وقيل القوة * (بدلنا أمثالهم تبديلا) * أي أهلكناهم وأبدلنا منهم غيرهم وقيل مسخناهم فبدلنا صورهم وهذا تهديد * (إن هذه تذكرة) * الإشارة إلى الآية أو السورة أو الشريعة بجملتها * (فمن شاء) * تحضيض وترغيب ثم قيد مشيئتهم بمشيئة الله * (والظالمين) * منصوب بفعل مضمر تقديره ويعذب الظالمين سورة المرسلات اختلف في معنى المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات على قولين أحدهما أنها الملائكة والآخر أنها الرياح فعلى القول بأنها الملائكة سماهم المرسلات لأن الله تعالى يرسلهم بالوحي وغيره وسماهم العاصفات لأنهم يعصفون كما تعصف الرياح في سرعة مضيهم إلى امتثال أوامر الله تعالى وسماهم ناشرات لأنهم ينشرون أجنحتهم في الجو وينشرون الشرائع في الأرض أو ينشرون صحائف الأعمال وسماهم الفارقات لأنهم يفرقون بين الحق والباطل وعلى القول بأنها الرياح سماها المرسلات لقوله * (الله الذي يرسل الرياح) * وسماها العاصفات من قوله ريح عاصف أي شديدة وسماها الناشرات لأنها تنشر السحاب في الجو ومنه قوله يرسل الرياح فتثير سحابا وسماها الفارقات لأنها تفرق بين السحاب ومنه قوله فيجعله كسفا وأما الملقيات ذكرا فهم الملائكة لأنهم يلقون الذكر للأنبياء عليهم السلام والأظهر في المرسلات والعاصفات أنها الرياح لأن وصف الريح بالعصف حقيقة والأظهر في الناشرات والفارقات أنها الملائكة لأن الوصف بالفارقات أليق بهم من الرياح ولأن الملقيات المذكورة بعدها هي الملائكة ولم يقل أحد أنها الرياح ولذلك عطف المتجانسين بالفاء فقال والمرسلات فالعاصفات ثم عطف ما ليس من جنسها بالواو فقال والناشرات ثم عطف عليه المتجانسين بالفاء وقد قيل في المرسلات والملقيات أنهم الأنبياء عليهم السلام * (عرفا) * معناه فضلا وإنعاما وانتصابه على أنه مفعول من أجله وقيل معناه متتابعة وهو مصدر في موضع الحال وأما عصفا ونشرا وفرقا فمصادر وأما ذكرا فمفعول به * (عذرا أو نذرا) * العذر فسره ابن عطية وغيره بمعنى إعذار الله إلى عباده لئلا تبقى لهم حجة أو عذر وفسره الزمخشري بمعنى الاعتذار يقال عذر إذا محا الإساءة وأما نذرا فمن الإنذار وهو التخويف وقرئ بضم الذال في الموضعين وبإسكانها ويحتمل أن يكونا مصدرين فيكون نصبهما على البدل من ذكرا أو مفعولا بذكر أو يحتمل أن
(١٧٠)