التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
واحده قصرة كجمرة وجمر " كأنه جمالت صفر " في الجمالات قولان أحدهما أنها جمع جمال شبه بها الشرر وصفر على ظاهره لأن لون النار يضرب إلى الصفرة وقيل صفر هنا بمعنى سود يقال جمل أصفر أي أسود وهذا أليق بوصف جهنم الثاني أن الجمالات قطع النحاس الكبار فكأنه مشتق من الجملة وقرئ جمالات بضم الجيم وهي قلوس السفن وهي حبالها العظام * (هذا يوم لا ينطقون) * هذا في مواطن وقد يتكلمون في مواطن أخر لقوله يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها * (فإن كان لكم كيد فكيدون) * تعجيز لهم وتعريض بكيدهم في الدنيا وتقريع عليه * (كلوا واشربوا) * يقال لهم ذلك في الجنة بلسان الحال أو بلسان المقال * (هنيئا بما كنتم تعملون) * نصب هنيئا على الحال أو على الدعاء * (كلوا وتمتعوا) * خطاب للكفار على وجه التهديد تقديره قل لهم كلوا وتمتعوا قليلا في الدنيا * (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) * هذا إخبار عن حال الكفار في الدنيا وذكر الركوع عبارة عن الصلاة وقيل معنى اركعوا اخشعوا وتواضعوا وقيل هو إخبار عن حال المنافقين يوم القيامة لأنهم إذا قيل لهم اركعوا لا يقدرون على الركوع كقوله ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون والأول أشهر وأظهر * (فبأي حديث بعده يؤمنون) * الضمير للقرآن سورة النبأ * (عم يتساءلون) * أصل عم عن ماثم أدغمت النون في الميم وحذفت ألف مالأنها استفهاميه تقديرها عن أي شئ يتساءلون وليس المراد بها هنا مجرد الاستفهام وإنما المراد تفخيم الأمر والضمير في يتساءلون لكفار قريش أو لجميع الناس ومعناه يسأل بعضهم بعضا * (عن النبأ العظيم) * هو ما جاءت به الشريعة من التوحيد والبعث والجزاء وغير ذلك ويتعلق عن النبأ بفعل محذوف يفسره الظاهر تقديره يتساءلون عن النبأ ووقعت هذه الجملة جوابا عن الاستفهام وبيانا للمسؤول عنه كأنه لما قال عم يتساءلون أجاب فقال يتساءلون عن النبأ العظيم وقيل يتعلق عن النبأ بيتساءلون الظاهر والمعنى على هذا لأي شئ يتساءلون عن النبأ العظيم والأول أفصح وأبرع وينبغي على ذلك أن يوقف على قوله عم يتساءلون * (الذي هم فيه مختلفون) * إن كان الضمير في يتساءلون لكفار قريش فاختلافهم أن منهم من يقطع بالتكذيب ومنهم من يشك أو يكون اختلافهم قول بعضهم
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»