التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٦٩
يحتمل أن يكون للشاربين بها أو للطائفتين بها * (مزاجها زنجبيلا) * هو كما ذكرنا في مواجها كافورا * (سلسبيلا) * معناه سلسل منقادا لجرية وقيل سهل الانحدار في الحلق يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل بمعنى واحد وزيدت الباء في التركيب للمبالغة في سلاسته فصارت الكلمة خماسية وقيل سل فعل أمر سبيلا مفعول به وهذا في غاية الضعف * (ولدان مخلدون) * ذكر في الواقعة * (لؤلؤا منثورا) * شبههم باللؤلؤ في الحسن والبياض وبالمنثور منه في كثرتهم وانتشارهم في القصور * (وإذا رأيت ثم) * مفعول رأيت محذوف ليكون الكلام على الإطلاق في كل ما يرى فيها وثم ظرف مكان وقال الفراء تقديره إذا رأيت ما ثم فما مفعولة ثم حذفت قال الزمخشري وهذا خطاب لأن ثم صلة لما ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة * (ملكا كبيرا) * يعني كثرة ما أعطاهم الله حتى إن أدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا وعشرة أمثاله معه حسبما ورد في الحديث وقيل أراد أن الملائكة تسلم عليهم وتستأذن عليهم فهم بذلك كالملوك * (عاليهم) * بسكون الياء مبتدأ خبره * (ثياب سندس) * أي ما يعلوهم من الثياب ثياب سندس وقرئ بالنصب على الحال من الضمير في يطوف عليهم أو في حسبتهم وقال ابن عطية العامل فيه لقاهم أو جزاهم وقال أيضا يجوز أن ينتصب على الظرف لأن معناه فوقاهم وقد ذكرنا معنى السندس والإستبرق وقرئ * (خضر) * بالخفض صفة لسندس وبالرفع صفة لثياب * (وإستبرق) * بالرفع عطف على ثياب وبالخفض عطف على سندس * (وحلوا) * وزنه فعلوا معناه جعل لهم حلى * (أساور من فضة) * ذكرنا الأساور في الكهف فإن قيل كيف قال هنا أساور من فضة وفي موضع آخر أساور من ذهب فالجواب أن ذلك يختلف باختلاف درجات أهل الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما فلعل الذهب للمقربين والفضة لأهل اليمين ويحتمل أن يكون أهل الجنة لهم أساور من فضة ومن ذهب معا * (شرابا طهورا) * أي ليس بنجس كخمر الدنيا وقيل معناه أنه لم تعصره الأقدام وقيل معناه لا يصير بولا * (إن هذا كان لكم جزاء) * أي يقال لهم هذا يقوله الله تعالى والملائكة * (آثما أو كفورا) * أو هنا للتنويع فالمعنى لا تطع النوعين فاعلا للإثم ولا كفورا وقيل هي بمعنى الواو أي جامعا للوصفين لأن هذه هي حالة الكفار وروى أن الآية نزلت في أبى جهل وقيل أن الآثم عتبة بن ربيعة والكفور الوليد بن المغيرة والأحسن أنها على العموم لأن لفظها عام وإن كان سبب نزولها خاصا * (بكرة وأصيلا) * هذا أمر بذكر الله في كل وقت وقيل إشارة إلى الصلوت الخمس فالبكرة صلاة الصبح والأصيل الظهر والعصر ومن الليل المغرب والعشاء * (إن هؤلاء يحبون العاجلة) * أي الدنيا والإشارة إلى
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»