قياس * (فاتخذه وكيلا) * الوكيل هو القائم بالأمور والذي توكل إليه الأشياء فهو أمر بالتوكل على الله * (واصبر على ما يقولون) * أي على ما يقول الكفار والآية منسوخة بالسيف وقيل إنما المنسوخ المهادنة التي يقتضيها قوله اهجرهم هجرا جميلا وأما الصبر فمأمور به في كل وقت * (وذرني والمكذبين) * هذا تهديد لهم وانتصب االمكذبين على أنه مفعول معه أو معطوف * (أولي النعمة) * أي التنعم في الدنيا وروى أن الآية نزلت في بني المغيرة وهم قوم من قريش كانوا متنعمين في الدنيا * (أنكالا) * جمع نكل وهو القيد من الحديد وروى أنها قيود سود من نار * (وطعاما ذا غصة) * شجرة الزقوم ومعنى ذاغصة أي يغص به آكلوه وقيل هو شوك يعترض في حلوقهم لا ينزل ولا يخرج وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فصعق * (يوم ترجف الأرض) * أي تهتز وتتزلزل والعامل في يوم معنى الكلام المتقدم وهو إن * (لدينا أنكالا) * * (وكانت الجبال كثيبا مهيلا) * الكثيب كدس الرمل والمهيل اللين الرخو الذي تهيله الريح أي تنشره وزنه مفعول والمعنى أن الجبال تصير إذا نسفت يوم القيامة مثل الكثيب * (إنا أرسلنا إليكم رسولا) * خطاب لجميع الناس لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة وقال الزمخشري هو خطاب لأهل مكة " وشهيدا عليكم " أي يشهد على أعمالكم من الكفر والإيمان والطاعة والمعصية وإنما يشهد على من أدركه لقوله صلى الله عليه وسلم أقول كما قال أخي عيسى وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم * (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) * يعني موسى عليه السلام وهو المراد بقوله فعصى فرعون الرسول فاللام للعهد * (أخذا وبيلا) * أي عظيما شديدا * (يوما) * مفعول به وناصبه تتقون أي كيف تتقون يوم القيامة وأهواله إن كفرتم وقيل هو مفعول به على أن يكون كفرتم بمعنى جحدتم وقيل هو ظرف أي كيف لكم بالتقوى يوم القيامة ويحتمل أن يكون العامل فيه محذوف تقديره اذكروا قوله السماء منفطر به * (يجعل الولدان شيبا) * الولدان جمع وليد وهو الطفل الصغير والشيب بكسر الشين جمع أشيب ووزنه فعل بضم الفاء وكسرت لأجل الياء ويجعل يحتمل أن يكون مسندا إلى الله تعالى أو إلى اليوم والمعنى أن الأطفال يشيبون يوم القيامة فقيل إن ذلك حقيقة وقيل إنه عبارة عن هول ذلك اليوم وقيل إنه عبارة عن طوله * (السماء منفطر به) * الانفطار الانشقاق والضمير المجرور يعود على اليوم أي تتفطر السماء لشدة هوله ويحتمل أن يعود على الله أي تنفطر بأمره وقدرته والأول أظهر والسماء مؤنثة وجاء منفطر بالتذكير لأن تأنيثها غير حقيقي أو على الإضافة تقديره ذات أنفطار أو لأنه أراد السقف * (كان وعده مفعولا) * الضمير في وعده يحتمل أن يعود على اليوم أو على الله والأول أظهر لأنه ملفوظ به * (إن هذه تذكرة) * الإشارة إلى ما تقدم من المواعظ والوعيد * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) * يريد سبيل التقرب إلى الله ومعنى الكلام حض على ذلك وترغيب فيه " إن ربك يعلم أنك تقوم
(١٥٨)