القسم المتقدم * (بلي) * تقديره نجمعها * (قادرين) * منصوب على الحال من الضمير في نجمع والتقدير نجمعها ونحن قادرون * (على أن نسوي بنانه) * البنان الأصابع وفي المعنى قولان أحدهما أنه إخبار بالقدرة على البعث أي قادرين على أن نسوي أصابعه أي نخلقها بعد فنائها مستوية متقنة وإنما خص الأصابع دون سائر الأعضاء لدقة عظامها وتفرقها والآخر أنه تهديد في الدنيا أي قادرين على أن نجعل أصابعه مستوية ملتصقة كيد الحمار وخف الجمل فلا يمكنه تصريف يديه في منافعه والأول أليق بسياق الكلام * (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) * هذه الجملة معطوفة على أيحسب الإنسان ويجوز أن يكون استفهاما مثلها أو تكون خبرا وليست بل هنا للإضراب عن الكلام الأول بمعنى إبطاله وإنما هي للخروج منه إلى ما بعده وليفجر معناه ليفعل أفعال الفجور وفي معنى أمامه ثلاثة أقوال أحدها أنه عبارة عما يستقبل من الزمان أي يفجر بقية عمره الثاني أنه عبارة عن اتباع أغراضه وشهواته يقال مشى فلان قدامه إذا لم يرجع عن شئ يريده والضمير على هذين القولين يعود على الإنسان الثالث أن الضمير يعود على يوم القيامة والمعنى يريد الإنسان أن يفجر قبل يوم القيامة * (يسأل أيان يوم القيامة) * أيان معناها متى وهذا السؤال على يوم القيامة هو على وجه الاستخفاف والاستبعاد * (برق البصر) * هذا إخبار عن يوم القيامة وقيل عن حالة لموت وهذا خطأ لأن القمر لا يخسف عند موت أحد ولا يجمع بينه وبين االشمس وبرق بفتح الراء معناه لمع وصار له برق وقرئ بكسر الراء ومعناه تحير من الفزع وقيل معناه شخص فيتقارب معنى الفتح والكسر * (وخسف القمر) * ذهب ضوؤه يقال خسف هو وخسفه الله والخسوف للقمر والكسوف للشمس وقيل الكسوف ذهاب بعض الضوء والخسوف ذهاب جميعه وقيل بمعنى واحد * (وجمع الشمس والقمر) * في جمعهما ثلاثة أقوال أحدها أنهما يجمعان حيث يطلعهما الله من المغرب والآخر أنهما يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في النار وقيل في البحر فتكون النار الكبرى الثالث أنهما يجمعان فيذهب ضوؤهما " لاوزر " أي لا ملجأ ولا مغيث * (بما قدم وأخر) * أي بجميع أعماله ما قدم منها في أول عمره وما أخر في آخره وقيل ما تقدم في حياته وما أخر من سنة أو وصية بعد مماته وقيل ما قدم لنفسه من ماله وما أخر منه لورثته * (بل الإنسان على نفسه بصيرة) * في معناه قولان أحدهما أنه شاهد على نفسه بأعماله إذ تشهد عليه جوارحه يوم القيامة والآخر أنه حجة بينة لأن خلقته تدل على خالقه فوصف بالبصارة مجازا لأن من نظر فيه أبصر الحق والأول أليق بما قبله وما بعده كأنه قال ينبؤ الإنسان يومئذ بأعماله بل هو يشهد بأعماله وإن لم ينبأ بها وكذلك يلتئم مع قوله ولو ألقى معاذيره ويكون هو جواب لو حسبما نذكره * (ولو ألقى معاذيره) * فيه قولان أحدهما أن المعاذير لأعذار أي الإنسان يشهد على نفسه بأعماله ولو اعتذر عن قبائحها والآخر أن المعاذير الستور أي الانسان يشهد على نفسه يوم القيامة ولو سدل الستور على نفسه في الدنيا حين يفعل القبائح * (لا تحرك به لسانك لتعجل به) * الضمير في به يعود على القرآن
(١٦٤)