القرعة فنطرحه فاقترعوا فخرجت القرعة على يونس فطرحوه في البحر * (فالتقمه الحوت وهو مليم) * أي فعل ما يلام عليه وذلك خروجه بغير أن يأمره الله بالخروج * (فلولا أنه كان من المسبحين) * تسبيحه هو قوله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين حسبما حكى الله عنه في الأنبياء وقيل هو قوله سبحان الله وقيل هو الصلاة واختلف على هذا هل يعني صلاته في بطن الحوت أو قبل ذلك واختلف في مدة بقائه في بطن الحوت فقيل ساعة وقيل ثلاثة أيام وقيل سبعة أيام وقيل أربعون يوما * (فنبذناه بالعراء) * العراء الأرض الفضاء التي لا شجر فيها ولا ظل وقيل يعني الساحل * (وهو سقيم) * روي أنه كان كالطفل المولود بضعة لحم * (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) * أي أنبتناها فوقه لتظله وتقيه حر الشمس واليقطين القرع وإنما خصه الله به لأنه يجمع برد الظل ولين اللمس وكبر الورق وأن الذباب لا يقربه فإن لحم يونس لما خرج من البحر كان لا يحتمل الذباب وقيل اليقطين كل شجرة لا ساق لها كالبقول والقرع والبطيخ والأول أشهر * (وأرسلناه إلى مائة ألف) * يعني رسالته الأولى التي أبق بعدها وقيل هذه رسالة ثانية بعد خروجه من بطن الحوت والول أشهر * (أو يزيدون) * قيل أو هنا بمعنى بل وقرأ ابن عباس بل يزيدون وقيل هي بمعنى الواو وقيل هي للإبهام وقيل المعنى أن البشر إذا نظر إليهم يتردد فيقول هم مائة ألف أو يزيدون واختلف في عددهم فقيل مائة وعشرون ألفا وقيل مائة وثلاثون ألفا وقيل مائة وأربعون ألفا وقيل مائة وسبعون ألفا * (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) * روي أنهم خرجوا بالأطفال وأولاد البهائم وفرقوا بينهم وبين الأمهات وناحوا وتضرعوا إلى الله وأخلصوا فرفع الله العذاب عنهم إلى حين يعني لانقضاء آجالهم وقد ذكر الناس في قصة يونس أشياء كثيرة أسقطناها لضعف صحتها * (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) * قال الزمخشري إن هذا معطوف على قوله فاستفتهم الذي في أول السورة وإن تباعد ما بينهما والضمير المفعول لقريش وسائر الكفار أي اسألهم على وجه التقرير والتوبيخ عما زعموا من أن الملائكة بنات الله فجعلوا لله الإناث ولأنفسهم الذكور وتلك قسمة ضيزى ثم قررهم على ما زعموا من أن الملائكة إناث ورد عليهم بقوله وهم شاهدون ويحتمل أن يكون بمعنى الشهادة أو بمعنى الحضور أي أنهم لم يحضروا ذلك ولم يعلموه ثم أخبر عن كذبهم في قولهم ولد الله ثم قررهم على ما زعموا من أن الله اصطفى لنفسه البنات وذلك كله رد عليهم وتوبيخ لهم تعالى الله عن أقوالهم علوا كبيرا * (اصطفي) * دخلت همزة التقرير والتوبيخ على ألف الوصل فحذفت ألف الوصل * (مالكم) * هذا استفهام معناه التوبيخ وهي في موضع رفع بالابتداء والمجرور بعدها خبرها فينبغي الوقف على قوله مالكم * (أم لكم سلطان مبين) * أي برهان بين * (فأتوا بكتابكم) * تعجيز لهم لأنهم ليس لهم كتاب يحتجون به * (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) *
(١٧٦)