التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
الأمور المغيبة فيقولون لا بعث ولا جنة ولا نار ويقولون في الرسول عليه الصلاة والسلام إنه ساحر أو شاعر والمكان البعيد هنا عبارة عن بطلان ظنونهم وبعد أقوالهم عن الحق * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * أي حيل بينهم وبين دخول الجنة وقيل حيل بينهم وبين الانتفاع بالإيمان حينئذ وقيل حيل بينهم وبين نعيم الدنيا والرجوع إليها * (كما فعل بأشياعهم من قبل) * يعني الكفار المتقدمين وجعلهم أشياعهم لاتفاقهم في مذاهبهم ومن قبل يحتمل أن يتعلق بفعل أو بأشياعهم على حسب معنى ما قبله * (في شك مريب) * هو أقوى الشك وأشده إظلاما سورة فاطر * (جاعل الملائكة رسلا) * أي وسائط بين الله وبين الأنبياء متصرفين في أمر الله * (مثنى وثلاث ورباع) * صفات للأجنحة ولم ينصرف للعدل والوصف والمعنى أن الملائكة منهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة * (يزيد في الخلق ما يشاء) * قيل يعني حسن الصوت وقيل حسن الوجه وقيل حسن الحظ والأظهر أنه يرجع إلى أجنحة الملائكة أو يكون على الإطلاق في كل زيادة في المخلوقين * (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) * الفتح عبارة عن العطاء والإمساك عبارة عن المنع والإرسال الإطلاق بعد المنع والرحمة كل ما يمن الله به على عباده من خيري الدنيا والآخرة فمعنى الآية لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله فإن قيل لم أنث الضمير في قوله فلا ممسك لها وذكره في قوله فلا مرسل له وكلاهما يعود على ما الشرطية فالجواب أنه لما فسر من الأولى بقوله من رحمة أنثه لتأنيث الرحمة وترك الآخر على الأصل من التذكير * (من بعده) * أي من بعد إمساكه * (هل من خالق غير الله) * رفع غير على الصفة لخالق على الموضع وخفضه صفة على الرفع ورزق السماء المطر ورزق الأرض النبات والمعنى تذكير بنعم الله وإقامة حجة على المشركين ولذلك أعقبه بقوله لا إله إلا هو * (وإن يكذبوك) * الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»