بالنجوم في الدنيا ثم يقذفون في جهنم * (إلا من خطف الخطفة) * من في وضع رفع بدل من الضمير في قوله لا يسمعون والمعنى لا تسمع الشياطين أخبار السماء إلا الشيطان الذي خطف الخطفة * (شهاب ثاقب) * أي شديد الإضاءة * (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا) * الضمير لكفار قريش والاستفتاء نوع من السؤال وكأنه سؤال من يعتبر قوله ويجعل حجة لأن جوابهم عن السؤال مما تقوم به الحجة عليهم ومن خلقنا يراد به ما تقدم ذكره من الملائكة والسماوات والأرض والمشارق والكواكب وقيل يراد به ما تقدم من الأمم والأول أرجح لقراءة ابن مسعود أم من عددنا ومقصد الآية إقامة الحجة عليهم في إنكارهم البعث في الآخرة كأنه يقول هذه المخلوقات أشد خلقا منكم فكما قدرنا على خلقهم كذلك نقدر على إعادتكم بعد فنائكم " إنا خلقناهم من طير لازب " اللازب اللازم أي يلزم ما جاوره ويلصق به ووصفه بذلك يراد به ضعف خلقة بني آدم * (بل عجبت ويسخرون) * أي عجبت يا محمد من ضلالهم وإعراضهم عن الحق أو عجبت من قدرة الله على هذه المخلوقات العظام المذكورة وقرئ عجبت بضم التاء وأشكل ذلك على من يقول إن التعجب مستحيل على الله فتأولوه بمعنى أنه جعله على حال يتعجب منها الناس وقيل تقديره قل يا محمد عجبت وقد جاء التعجب من الله في القرآن والحديث كقوله صلى الله عليه وسلم يعجب ربك من شاب ليس له صبوة وهو صفة فعل وإنما جعلوه مستحيلا على الله لأنهم قالوا إن التعجب استعظام خفي سببه والصواب أنه لا يلزم أن يكون خفي السبب بل هو لمجرد الاستعظام فعلى هذا لا يستحيل على الله * (ويسخرون) * تقديره وهم يسخرون منك أو من البعث * (وإذا رأوا آية يستسخرون) * الآية هنا العلامة كانشقاق القمر ونحوه وروي أنها نزلت في مشرك اسمه ركانة أراه النبي صلى الله عليه وسلم آيات فلم يؤمن ويستسخرون معناه يسخرون فيكون فعل واستعمل بمعنى واحد وقيل معناه يستدعي بعضهم بعضا لأن يسخر وقيل يبالغون في السخرية * (أئذا كنا ترابا) * الآية معناها استبعادهم وقد تقدم الكلام على الاستفهامين في الرعد * (أو آباؤنا) * بفتح الواو دخلت همزة الإنكار على واو العطف وقرئ بالإسكان عطفا بأو * (قل نعم وأنتم داخرون) * أي قل تبعثون والداخر الصاغر الذليل * (زجرة واحدة) * هي النفخة في الصور للقيام من القبور * (فإذا هم ينظرون) * يحتمل أن يكون من النظر بالأبصار أو من الانتظار أي ينتظرون ما يفعل بهم " فهذا يوم الدين " يحتمل أن يكون من كلامهم مثل الذي قبله أو مما يقال لهم مثل الذي بعده * (احشروا) * الآية خطاب للملائكة خاطبهم به الله تعالى أو خاطب به بعضهم بعضا " وأزواجهم " يعني نساؤهم المشركات وقيل يعني أصنامهم وقرناءهم من الجن والإنس * (وما كانوا يعبدون) * يعني الأصنام والآدميين الذين كانوا يرضون بذلك * (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) * أي دلوهم على طريق جهنم ليدخلوها " إنهم مسؤولون " يعني إنهم يسألون عن أعمالهم توبيخا لهم وقيل يسألون
(١٦٩)