يخلص أو يستسلم أو ينقاد والوجه هنا عبارة عن القصد * (بالعروة الوثقى) * ذكر في البقرة * (قل الحمد لله) * وما بعده ذكر في العنكبوت " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام " الآية إخبار بكثرة كلمات الله والمراد اتساع علمه ومعنى الآية أن شجر الأرض لو كانت أقلاما والبحر لو كان مدادا يصب فيه سبعة أبحر صبا دائما وكتبت بذلك كلمات الله لنفدت الأشجار والبحار ولم تنفد كلمات الله لأن الأشجار والبحار متناهية وكلمات الله غير متناهية فإن قيل لم لم يقل والبحر مدادا كما قال في الكهف قل لو كان البحر مدادا فالجواب أنه أغنى عن ذلك قوله يمده لأنه من قولك مد الدواة وأمدها فإن قيل لم قال من شجرة ولم يقل من شجر باسم الجنس الذي يقتضي العموم فالجواب أنه أراد تفصيل الشجر إلى شجرة حتى لا يبقى منها واحدة فإن قيل لم قال كلمات الله ولم يقل كلم الله بجمع الكثرة فالجواب أن هذا أبلغ لأنه إذا لم تنفد الكلمات مع أنه جمع قلة فكيف ينفد الجمع الكثير وروي أن سبب الآية أن اليهود قالوا قد أوتينا التوراة وفيها العلم كله فنزلت الآية لتدل أن ما عندهم قليل من كثير والآية على هذا مدنية وقيل إن سببها أن قريشا قالوا إن القرآن سينفد * (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) * بيان لقدرة الله على بعث الناس ورد على من استبعد ذلك * (يولج الليل في النهار) * أي يدخل كلا منهما في الآخر بما يزيد في أحدهما وينقص من الآخر أو بإدخال ظلمة الليل على ضوء النهار وإدخال ضوء النهار على ظلمة الليل * (إلى أجل مسمى) * يعني يوم القيامة * (ذلك بأن الله) * يحتمل أن تكون الباء سببية أو يكون المعنى ذلك بأن الله شاهد هو الحق * (بنعمة الله) * يحتمل أن يريد بذلك ما تحمله السفن من الطعام والتجارات والباء للإلصاق أو للمصاحبة أو يريد الريح فتكون الباء سببية * (صبار شكور) * مبالغة في صابر وشاكر * (كالظلل) * جمع ظلة وهو ما يعلوك من فوق شبه الموج بذلك إذا ارتفع وعظم حتى علا فوق الإنسان * (فمنهم مقتصد) * المقتصد المتوسط في الأمر فيحتمل أن يريد كافرا متوسطا في كفره لم يسرف فيه أو مؤمنا متوسطا في إيمانه لأن الإخلاص الذي عليه في البحر كان يزول عنه وقيل معنى مقتصد مؤمن ثبت في البر على ما عاهد الله عليه في البحر * (ختار) * أي غدار شديد الغدر وذلك أنه جحد نعمة الله غدرا " لا يجزى
(١٢٨)