التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٠
فرغت ألقي إليهم مثلها فالمعنى أن الأمور تنفذ عنده لهذه المدة ثم تصير إليه آخرا لأن عاقبة الأمور إليه فالعروج على هذا عبارة عن مصير الأمور إليه * (عالم الغيب والشهادة) * الغيب ما غاب عن المخلوقين والشهادة ما شاهدوه " أحسن كل شيء خلقه " أي أتقن جميع المخلوقات وقرئ بإسكان اللام على البدل * (وبدأ خلق الإنسان من طين) * يعني آدم عليه السلام * (نسله) * يعني ذريته * (من سلالة من ماء مهين) * يعني المني والسلالة مشتقة من سل يسل فكأن الماء يسل من الإنسان والمهين الضعيف * (ثم سواه) * أي قومه * (ونفخ فيه من روحه) * عبارة عن إيجاد الحياة فيه وأضيفت الروح إلى الله إضافة ملك إلى ملك وقد يراد بها الاختصاص لأن الروح لا يعلم كهنه إلا الله * (أئذا ضللنا في الأرض) * أي تلفنا وصرنا ترابا ومعنى هذا الكلام المحكي عن الكفار استبعاد البعث والعامل في إذا معنى قولهم إنا لفي خلق جديد تقديره نبعث * (يتوفاكم ملك الموت) * اسمه عزرائيل وتحت يده ملائكة * (ولو ترى) * يحتمل أن تكون لو للتمني وتأويله في حق الله كتأويل الترجي وقد ذكر أو تكون للامتناع وجوابها محذوف تقديره ولو ترى حال المجرمين في الآخرة لرأيت أمرا مهولا " ناكسوا رؤوسهم " عبارة عن الذل والغم والندم * (ربنا أبصرنا وسمعنا) * تقديره يقولون ربنا قد علمنا الحقائق * (لو شئنا لآتينا كل نفس هداها) * يعني أنه لو أراد أن يهدي جميع الخلائق لفعل فإنه قادر على ذلك بأن يجعل الإيمان في قلوبهم ويدفع عنهم الشيطان والشهوات ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء * (فذوقوا بما نسيتم) * أي يقال لهم ذوقوا والنسيان هنا بمعنى الترك * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * أي ترتفع والمعنى يتركون مضاجعهم بالليل من كثرة صلاتهم النوافل ومن صلى العشاء والصبح في جماعة فقد أخذ بحظه من هذا * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * يعني أنه لا يعلم أحد مقدار ما يعطيهم الله من النعيم وقرئ أخفي بإسكان الياء على أن يكون فعل المتكلم وهو الله تعالى * (أفمن كان مؤمنا) * الآية يعني المؤمنين
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»