والفاسقين على العموم وقيل يعني علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط " فذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون " الذي نعت بالعذاب ولذلك أعاد عليه الضمير المذكور في قوله به فإن قيل لم وصف هنا العذاب وأعاد عليه الضمير ووصف في سبأ النار وأعاد عليها الضمير وقال عذاب النار التي كنتم بها تكذبون فالجواب من ثلاثة أوجه الأول أنه خص العذاب في السجدة بالوصف اعتناء به لما تكرر ذكره في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر والثاني أنه قدم في السجدة ذكر النار فكان الأصل أن يذكرها بعد ذلك بلفظ الضمير لكنه جعل الظاهر مكان المضمر فكما لا يوصف المضمر لم يوصف ما قام مقامه وهو النار ووصف العذاب ولم يصف النار والثالث وهو الأقوى أنه امتنع في السجدة وصف النار فوصف العذاب وإنما امتنع وصفها لتقدم ذكرها فإنك إذا ذكرت شيئا ثم كررت ذكره لم يجز وصفه كقولك رأيت رجلا فأكرمت الرجل فلا يجوز وصفه لئلا يفهم أنه غيره * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) * يعني الجوع ومصائب الدنيا وقيل القتل يوم بدر وقيل عذاب القبر وهذا بعيد لقوله لعلهم يرجعون * (إنا من المجرمين منتقمون) * هذا وعيد لمن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها وكان الأصل أن يقول إنا منه منتقمون ولكنه وضع المجرمين موضع المضمر ليصفهم بالإجرام وقدم المجرور على منتقمون للمبالغة * (فلا تكن في مرية من لقائه) * المرية الشك والضمير لموسى أي لا تمتر في لقائك موسى ليلة الإسراء وقيل المعنى لا تشك في لقاء موسى والكتاب الذي أنزل عليه والكتاب على هذا التوراة وقيل الكتاب هنا جنس والمعنى لقد آتينا موسى الكتاب فلا تشك أنت في لقائك الكتاب الذي أنزل عليك وعبر باللقاء عن إنزال الكتاب كقوله وإنك لتلقى القرآن * (يفصل بينهم) * الضمير لجميع الخلق وقيل لبني إسرائيل خاصة * (أولم يهد لهم) * ذكر في طه * (يمشون في مساكنهم) * الضمير في يمشون لأهل مكة أي يمشون في مساكن القوم المهلكين كقوله * (وقد تبين لكم من مساكنهم) * وقيل الضمير للمهلكين أي أهلكناهم وهم يمشون في مساكنهم والأول أحسن لأن فيه حجة على أهل مكة * (الأرض الجرز) * يعني التي لا نبات فيها من شدة العطش
(١٣١)