التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
* (متى هذا الفتح) * أي الحكم بين المسلمين والكفار في الآخرة وقيل يعني فتح مكة وهذا بعيد لقوله * (قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم) * وذلك في الآخرة وقيل يعني فتح مكة لأن من آمن يوم فتح مكة نفعه إيمانه * (فأعرض عنهم) * منسوخ بالسيف * (وانتظر إنهم منتظرون) * أي انتظر هلاكهم إنهم ينتظرون هلاكك وفي هذا تهديد لهم سورة الأحزاب * (يا أيها النبي) * نداء فيه تكريم له لأنه ناداه بالنبوة ونادى سائر الأنبياء بأسمائهم * (اتق الله) * أي دم على التقوى وزد منها * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) * أي لا تقبل أقوالهم وإن أظهروا أنها نصيحة ويعني بالكافرين المظهرين للكفر وبالمنافقين الذين يظهرون الإسلام ويخفون الكفر وروي أن الكافرين هنا أبي بن خلف والمنافقين هنا عبد الله بن أبي ابن سلول والعموم أظهر * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * قال ابن عباس كان في قريش رجل يقال له ذو القلبين لشدة فهمه فنزلت الآية نفيا لذلك ويقال إنه ابن أخطا وقيل جميل بن معمر وقيل إنما جاء هذا اللفظ توطئة لما بعده من النفي أي كما لم يجعل الله لرجل من قلبين في جوفه كذلك لم يجعل أزواجكم أمهاتكم ولا أدعياءكم أبناءكم * (اللائي تظاهرون منهن) * أي تقولون للزوجة أنت علي كظهر أمي وكانت العرب تطلق هذا اللفظ بمعنى التحريم ويأتي حكمه في المجادلة وإنما تعدى هذا الفعل بمن لأنه يتضمن معنى يتباعدون منهن * (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) * الأدعياء جمع دعي وهو الذي يدعى ولد فلان وليس بولده وسببها أمر زيد بن حارثة وذلك أنه كان فتى من كلب فسباه بعض العرب وباعه من خديجة فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فتبناه فكان يقال له زيد بن محمد حتى أنزلت هذه الآية * (ذلكم قولكم) * الإشارة إلى نسبة الدعي إلى غير أبيه أو إلى كل ما تقدم من المنفيات وقوله * (بأفواهكم) * تأكيد لبطلان القول * (ادعوهم لآبائهم) * الضمير للأدعياء أي انسبوهم لآبائهم الذين ولدوهم
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»