التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
والد عن ولده) أي لا يقضي عنه شيئا والمعنى أنه لا ينفعه ولا يدفع عنه مضرة * (ولا مولود) * أي ولد فكما لا يقدر الوالد لولده على شيء كذلك لا يقدر الولد لوالده على شيء * (الغرور) * الشيطان وقيل الأمل والتسويف * (علم الساعة) * أي متى تكون فإن ذلك مما انفرد الله بعلمه ولذلك جاء في الحديث مفاتح الغيب خمس وتلا هذه الآية * (ماذا تكسب غدا) * يعني من خير أو شر أو مال أو ولد أو غير ذلك سورة السجدة * (تنزيل الكتاب) * يعني القرآن * (لا ريب فيه) * أي لا شك أنه من عند الله عز وجل ونفي الريب على اعتقاد أهل الحق وعلى ما هو الأمر في نفسه لا على اعتقاد أهل الباطل * (من رب العالمين) * يتعلق بتنزيل * (أم يقولون) * الضمير لقريش وأم بمعنى بل والهمزة " لتنذر " يتعلق بما قبله أو بمحذوف * (ما أتاهم من نذير) * يعني من الفترة من زمن عيسى وقد جاء الرسل قبل ذلك إبراهيم وغيره ولما طالت الفترة على هؤلاء أرسل الله رسولا ينذرهم ليقيم الحجة عليهم * (استوى على العرش) * قد ذكر في الأعراف * (ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) * نفي الشفاعة على وجهين أحدهما الشفاعة للكفار وهي معدومة على الإطلاق والآخر أن الشفاعة للمؤمنين لا تكون إلا بإذن الله كقوله * (ما من شفيع إلا من بعد إذنه) * * (يدبر الأمر) * أي واحد الأمور وقيل المأمور به من الطاعات والأول أصح * (من السماء إلى الأرض) * أي ينزل ما دبره وقضاه من السماء إلى الأرض * (ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) * قال ابن عباس المعنى ينفذ الله ما قضاه من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه خبر ذلك في يوم من أيام الدنيا مقداره لو سير فيه السير المعروف من البشر ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض خمسمائة عام فالألف ما بين نزول الأمر إلى الأرض وعروجه إلى السماء وقيل إن الله يلقي إلى الملائكة أمور ألف سنة من أعوام البشر وهو يوم من أيام الله فإذا
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»