التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٩٢
والضمير يحتمل أيضا على هذا أن يكون للشياطين لأنهم يلقون الكلام إلى الكهان أو يكون للكهان لأنهم يلقون الكلام إلى الناس * (وأكثرهم كاذبون) * يعني الشياطين أو الكهان لأنهم يكذبون فيما يخبرون به عن الشياطين * (والشعراء يتبعهم الغاوون) * لما ذكر الكهان ذكر الشعراء ليبين أن القرآن ليس بكهانة ولا شعر لتباين ما بين أوصافه وأوصاف الشعر والكهانة وأراد الشعراء الذين يلقون من الشعر ما لا ينبغي كالهجاء والمدح بالباطل وغير ذلك وقيل أراد شعراء الجاهلية وقيل شعراء كفار قريش الذين كانوا يؤذون المسلمين بأشعارهم والغاوون قيل هم رواة الشعر وقيل هم سفهاء الناس الذين تعجبهم الأشعار لما فيها من اللغو والباطل وقيل هم الشياطين * (في كل واد يهيمون) * استعارة وتمثيل أي يذهبون في كل وجه من الكلام الحق والباطل ويفرطون في التجوز حتى يخرجوا إلى الكذب * (إلا الذين آمنوا) * الآية استثناء من الشعراء يعني بهم شعراء المسلمين كحسان بن ثابت وغيره ممن اتصف بهذه الأوصاف وقيل إن هذه الآية مدنية * (ذكروا الله) * قيل معناه ذكروا الله في أشعارهم وقيل يعني الذكر على الإطلاق * (وانتصروا من بعد ما ظلموا) * إشارة إلى ما قاله حسان بن ثابت وغيره من الشعراء في هجو الكفار بعد أن هجا الكفار النبي صلى الله عليه وسلم * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * وعيد للذين ظلموا والظلم هنا بمعنى الاعتداء على الناس لقوله من بعد ما ظلموا وعمل ينقلبون في أي لتأخره وقيل إن العامل في أي سيعلم سورة النمل * (تلك آيات القرآن وكتاب مبين) * عطف الكتاب على القرآن كعطف الصفات بعضها على بعض وإن كان الموصوف واحدا * (هدى وبشرى) * في موضع نصب على المصدر أو في موضع رفع على أنه خبر ابتداء مضمر " وهم بالآخرة يوقنون " تحتمل هذه الجملة أن تكون معطوفة فتكون بقية صلة الذين أو تكون مستأنفة وتمت الصلة قبلها ورجح الزمخشري هذا * (يعمهون) * يتحيرون * (سوء العذاب) * يعني في الدنيا وهو القتل يوم بدر ويحتمل أن يريد عذاب الآخرة والأول أرجح لأنه ذكر الآخرة بعد ذلك * (لتلقى القرآن) * أي
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»