التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
أي لا تغيير لأقواله ولا خلف لمواعيده وقد استدل ابن عمر على أن القرآن لا يقدر أحد أن يبدله * (ولا يحزنك قولهم) * يعني ما يقوله الكفار من التكذيب * (إن العزة لله) * إخبار في ضمنه وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنصر وتسلية له * (وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن) * فيها وجهان أحدهما أن تكون ما نافية وأوجبت بقوله إلا الظن وكرر إن يتبعون توكيدا والمعنى ما يتبع الكفار إلا الظن والوجه الثاني أن تكون ما استفهامية ويتم الكلام عند قوله شركاء والمعنى أي شيء يتبعون على وجه التحقير لما يتبعونه ثم ابتدأ الإخبار بقوله إن يتبعون إلا الظن والعامل في شركاء على الوجهين يدعون * (لتسكنوا فيه) * من السكون وهو ضد الحركة * (والنهار مبصرا) * أي مضيئا تبصرون فيه الأشياء * (قالوا اتخذ الله ولدا) * الضمير للنصارى ولمن قال إن الملائكة بنات الله * (هو الغني) * وصف يقتضي نفي الولد والرد على من نسبه إليه لأن الغني المطلق لا يفتقر إلى اتخاذ ولد * (له ما في السماوات وما في الأرض) * بيان وتأكيد للغني وباقي الآية توبيخ للكفار ووعيد لهم * (متاع في الدنيا) * تقديره لهم متاع في الدنيا * (نوح) * روي أن اسمه عبد الغفار وإنما سمي نوحا لكثرة نوحه على نفسه من خوف الله * (كبر عليكم) * أي صعب وشق * (مقامي) * أي قيامي لوعظكم والكلام معكم وقيل معناه مكاني يعني نفسه كقولك فعلت ذلك لمكان فلان " فأجمعوا بقطع الهمزة من أجمع الأمر إذا عزم عليه وقرئ بألف وصل من الجمع " وشركاؤكم " أي ما تعبدون من دون الله وإعرابه مفعول معه أو مفعول بفعل مضمر تقديره ادعوا شركاءكم وهذا على القراءة بقطع الهمزة وأما على الوصل فهو معطوف " ثم لا يكن أمركم عليكم غمة " أي لا يكون قصدكم إلى هلاكي مستورا ولكن مكشوفا تجاهرونني به وهو من قولك غم الهلال إذا لم يظهر والمراد بقوله أمركم في الموضعين إهلاككم لنوح عليه السلام أي لا تقصروا في إهلاكي إن قدرتم على ذلك " ثم اقضوا إلى " أي انفذوا فيما تريدون ومعنى الآية أن نوحا عليه السلام قال لقومه إن صعب عليكم دعائي لكم إلى الله فاصنعوا بي غاية ما تريدون وإني لا أبالي بكم لتوكلي
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»