التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٩٧
على الله وثقتي به سبحانه * (وجعلناهم خلائف) * أي يتخلفون من هلك بالغرق * (ثم بعثنا من بعده رسلا) * يعني هودا وصالحا وإبراهيم وغيرهم * (أسحر هذا) * قيل إنه معمول أتقولون فهو من كلام قوم فرعون وهذا ضعيف لأنهم كانوا يصممون على أنه سحر لقولهم إن هذا لسحر مبين فكيف يستفهمون عنه وقيل إنه من كلام موسى تقريرا وتوبيخا لهم فيوقف على قوله أتقولون للحق لما جاءكم ويكون معمول أتقولون محذوف تقديره أتقولون للحق لما جاءكم إنه لسحر ويدل على هذا المحذوف ما حكى عنهم من قولهم إن هذا لسحر مبين فلما تم الكلام ابتدأ موسى توبيخهم بقوله أسحر هذا ولا يفلح الساحرون وهذا هو اختيار شيخنا الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير رحمه الله * (لتلفتنا) * أي لتصرفنا وتردنا عن دين آبائنا * (وتكون لكما الكبرياء) * أي الملك والخطاب لموسى وأخيه عليهما السلام * (ما جئتم به السحر) * ما موصولة مرفوعة بالابتداء والسحر الخبر وقرئ آلسحر بالاستفهام فما على هذا استفهامية والسحر خبر ابتداء مضمر * (ويحق الله الحق) * يحتمل أن يكون من كلام موسى أو إخبار من الله تعالى * (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه) * الضمير عائد على موسى ومعنى الذرية شبان وفتيان من بني إسرائيل آمنوا به على خوف من فرعون وقيل إن الضمير عائد على فرعون فالذرية على هذا من قوم فرعون وروي في هذا أنها امرأة فرعون وخازنته وامرأة خازنة وهذا بعيد لأن هؤلاء لا يقال لهم ذرية ولأن الضمير ينبغي أن يعود على أقرب مذكور * (على خوف من فرعون وملئهم) * الضمير يعود على الذرية أي آمنت الذرية من بني إسرائيل على خوف من فرعون وملإ من بني إسرائيل لأن الأكابر من بني إسرائيل كانوا يمنعون أولادهم من الإيمان خوفا من فرعون وقيل يعود على فرعون بمعنى آل فرعون كما يقال ربيعة ومضر أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له * (أن يفتنهم) * بدل من فرعون * (لعال في الأرض) * أي
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»