التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
لا محيص لهم عن الإقرار بها * (يخرج الحي من الميت) * مذكور في آل عمران * (ربكم الحق) * أي الثابت الربوبية بخلاف ما تعبدون من دونه * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * أي عبادة غير الله ضلال بعد وضوح الحق وتدل الآية على أنه ليس بين الحق والباطل منزلة في علم الاعتقادات إذ الحق فيها في طرف واحد بخلاف مسائل الفروع " كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا " المعنى كما حق الحق في الاعتقادات كذلك حقت كلمة ربك على الذين عتوا وتمردوا في كفرهم أنهم لا يؤمنون والكلمات يراد بها القدر والقضاء " قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده " الآية احتجاج على الكفار فإن قيل كيف يحتج عليهم بإعادة الخلق وهم لا يعترفون بها فالجواب أنهم معترفون أن شركاءهم لا يقدرون على الابتداء ولا على الإعادة وفي ذلك إبطال لربوبيتهم وأيضا فوضعت الإعادة موضع المتفق عليه لظهور برهانها " أمن لا يهدي " بتشديد الدال معناه لا يهتدي في نفسه فكيف يهدي غيره وقرئ بالتخفيف بمعني يهدي غيره والقراءة الأولى أبلغ في الاحتجاج * (فما لكم) * ما استفهامية معناها تقرير وتوبيخ ولكم خبرها ويوقف عليه * (كيف تحكمون) * أي تحكمون بالباطل في عبادتكم لغير الله * (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا) * أي غير تحقيق لأنه لا يستند إلى برهان * (إن الظن لا يغني من الحق شيئا) * ذلك في الاعتقادات إذ المطلوب فيها اليقين بخلاف الفروع * (تصديق الذي بين يديه) * مذكور في البقرة * (أم يقولون) * أم هنا بمعنى بل والهمزة * (فأتوا بسورة) * تعجيز لهم وإقامة حجة عليهم * (من استطعتم) * يعني من شركائكم وغيرهم من الجن والإنس * (من دون الله) * أي غير الله * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) * أي سارعوا إلى التكذيب بما لم يفهموه ولم يعلموا تفسيره * (ولما يأتهم تأويله) * أي علم تأويله ويعني بتأويله الوعيد الذي لهم فيه * (ومنهم من يؤمن به) * الآية فيها قولان أحدهما إخبار بما يكون منهم في المستقبل وأن بعضهم يؤمن وبعضهم يتمادى على الكفر والآخر أنها إخبار عن حالهم أن منهم من هو مؤمن به ويكتم إيمانه ومنهم من هو مكذب * (فقل لي عملي) * الآية موادعة منسوخة بالقتال * (من يستمعون إليك) *
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»