التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠١
للناس وهو فعل مستقبل حذفت منه إحدى التاءين * (عذاب يوم كبير) * يعني يوم القيامة أو غيره كيوم بدر * (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) * قيل كان الكفار إذا لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يردون إليه ظهورهم لئلا يرونه من شدة البغض والعداوة والضمير في منه على هذا يعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إن ذلك عبارة عما تنطوي عليه صدورهم من البغض والغل وقيل هو عبارة عن إعراضهم لأن من أعرض عن شيء انثنى عنه وانحرف والضمير في منه على هذا يعود على الله تعالى أي يريدون أن يستخفوا من الله تعالى فلا يطلع رسوله ولا المؤمنون على ما في قلوبهم * (ألا حين يستغشون ثيابهم) * أي يجعلونها أغشية وأغطية كراهية لاستماع القرآن والعامل في حين يعلم ما يسرون وقيل المعنى يريدون أن يستخفوا حين يستغشون ثيابهم فيوقف عليه على هذا ويكون يعلم استئنافا * (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) * وعد وضمان صادق فإن قيل كيف قال على الله بلفظ الوجوب وإنما هو تفضل لأن الله لا يجب عليه شيء فالجواب أنه ذكره كذلك تأكيدا في الضمان لأنه لما وعد به صار واقعا لا محالة لأنه لا يخلف الميعاد * (ويعلم مستقرها ومستودعها) * المستودع صلب الأب والمستقر بطن المرأة وقيل المستقر المكان في الدنيا والمستودع القبر * (وكان عرشه على الماء) * دليل على أن العرش والماء كانا موجودين قبل خلق السماوات والأرض * (ليبلوكم) * أي ليختبركم اختبارا تقوم به الحجة عليكم لأنه كان عالما بأعمالكم قبل خلقكم ويتعلق ليبلوكم بخلق * (سحر مبين) * يحتمل أن يشيروا إلى القرآن أو إلى القول بالبعث يعنون أنه باطل كبطلان السحر * (ولئن أخرنا عنهم العذاب) * يحتمل أن يريد عذاب الدنيا أو الآخرة * (إلى أمة معدودة) * أي إلى وقت محدود * (ليقولن ما يحبسه) * أي أي شيء يمنع هذا العذاب الموعود به وقولهم ذلك على وجه التكذيب والاستخفاف * (ولئن أذقنا) * الآية ذم لمن يقنط عند الشدائد ولمن يفتخر ويتكبر عند النعم والرحمة هنا والنعماء يراد بهما الخيرات الدنيوية والإنسان عام يراد به الجنس والاستثناء على هذا متصل وقيل المراد بالإنسان الكافر فالاستثناء منقطع * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك) *
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»